الوطنية

كتاب جديد حول الاتحاد العام لطلبة تونس ‏

صدر مؤخرا كتاب جديد للزميل طارق السعيدي رئيس تحرير بجريدة الشعب تحت ‏عنوان “الاتحاد العام لطلبة تونس صفحات من تاريخ الصراع والنضال والاستقلالية”. ‏‏(الزميل طارق السعيدي هو أيضا امين عام مساعد للاتحاد العام لطلبة تونس للمؤتمر ‏‏24 سنة 2003.)‏
يتضمن الكتاب الصادر عن دار ميارة للنشر، مجموعة من الحوارات مع رموز الحركة ‏الطلابية من مختلف التوجهات الفكرية والحساسيات السياسية التي ساهمت في تاريخ ‏الاتحاد العام لطلبة تونس وتنقسم المجموعات السياسية الى أربع عائلات كبرى ‏اليساريين والقوميين والليبراليين والدستارة. وقدم الكتاب الدكتور حسان الموري أستاذ ‏علم الاجتماعي الذي تحدث عن الحركة الطلابية بوصفها حركة اجتماعية في حالة ‏صراع مع السلطة كل القوى الرجعية التي تخدم مشاريع استعمارية. ‏
‏ يروي الكتاب من خلال شهادات رموز الحركة الطلابية وابرز الفاعلين، تاريخ النضال ‏الطلابي ضمن الاتحاد العام لطلبة تونس منذ التأسيس في بداية الخمسينات الى حدود ‏سنة 2010. وقد قسم الكاتب طارق السعيدي الكتاب الى ثلاث أبواب كبرى ويتناول ‏الباب الأول الذي يحمل عنوان “من التأسيس الى مؤتمر قربة 1971″ الانقلاب كيف ‏ولماذا؟” مرحلة التأسيس الاولى في بداية الخمسينات والتي كانت مشتركة بين مختلف ‏الفاعلين السياسيين وخاصة الدستارة خلال مرحلة الاستعمار المباشر ليضع الكاتب بعد ‏ذلك الاصبع على محاولات الهيمنة والتوظيف التي سعت اليها السلطة ما بعد الاستقلال ‏ومقامة الحركة الطلابية والفصائل التقديمة التي توجت بحركة فيفري 1972. في الباب ‏الثاني يروي الكاتب من خلال ضيوفه دور اليسار في المرحلة ما بعد حركة فيفري ‏‏1972 وكيف تصدر اليساريون المشهد الطلابي رغم منع انجاز المؤتمر 18 للاتحاد ‏العام لطلبة تونس ويروي الكتاب قصة اليسار والمنظمات الجماهرية وصراعه مع ‏السلطة من ناحية ومع الإسلاميين من ناحية أخرى. ويعتبر الكاتب ان مقاومة الحركة ‏الطلابية والفصائل اليسارية لمحاولة الهيمنة والتوظيف ستكون مشعلا ينير الطريق لكل ‏المنظمات الوطنية التي خاضت المعركة من اجل استقلالية القرار ومنها الاتحاد العام ‏التونسي للشغل. خلال الباب الثالث من الكتاب يفكك الكاتب طارق السعيدي بالاعتماد ‏على قراءته الخاصة من ناحية وعلى شهادات الضيوف من ناحية أخرى، واقع اليسار ‏الطلابي وفشله في استثمار منجزاته ونضالاته. ويعتبر الكاتب ان الصراعات الداخلية ‏منعت اليسار من تحقيق المراكمة الضرورية ليتحول الى وقد تظافرت عوامل الصراع ‏وقمع السلطة في تراجع مد الحركة الطلابية التي انشغلت بالصراع الداخلي ويقترح ‏الكتاب جملة من التصورات والرؤى التي تقوم على ضرورة استعادة الجماهرية ‏والاشعاع وتغليب الوحدة وفهم المنطق الخاص بالاتحاد والحركة الطلابية.‏

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى