في الجولة الأخيرة لمنير العلوي: اجتماع الخبرة مع الطموح فجر ابداعا
في اطار افتتاح الموسم الثقافي بصفاقس المدينة احتضن المسرح البلدي مساء أمس الخميس العرض ما قبل الأول للمسرحية المونوداما “الجولة الأخيرة” بطولة منير العلوي واخراج حاتم الحشيشة.
فتحت ابواب المسرح البلدي امام الجمهور الكبير العاشق لأبي الفنون ليلاقي رجلا وضع خبرة سنين على خشبة المسارح في الميزان وطموح المحترف لانجاح اول مونودراما يستقي فيها طاقة الممثل من جرابه وتجربته.
مونودراما لم تكن كسابقاتها في الساحة الفنية في تونس، علاوة على تجسيد منير العلوي لعديد الشخصيات باصوات وحركات مختلفة بطاقة قل ما رأيناها في المسرح، فوجدنا منير العلوي يخترق حاجز الممثل ليعتمد التعبير الجسماني وأدائه لأغاني وزاد المظهر جمالية واعتماد مخرج العمل حاتم الحشيشة على احدث التقنيات الفنية في الابهار بالصورة.
ما يبقى في البال من العرض أن الحضور كان مكثفا من بداية العرض الى آخره بتركيز تام، اذ وجد كل شخص نفسه في شخصية الزيتوني سيء الحظ في الظاهر بتأثير درامي واحيانا تراجيدي في المشاهدة، لكن في الباطن هو لفت نظر لاصحاب القرار في بلادنا والبلاد العربية للاهتمام بابطالنا في شتى المجالات حتى لا نخسرهم كما خسرنا سابقيهم وايضا تحفيز الناس على أن لا يستسلموا لمصاعب هذه الدنيا واللامبالاة التي تفرض عليهم الى آخر نبض في القلب.
خصص عرض البارح للاعلاميين والمسرحيين، واثنى المسرحي علي البوكادي والمخرج الشاب الياس اسماعيل هن تكامل العمل نصا واخراجا وتجسيدا على الركح، كما حضر بالمسرح البلدي عملاق المسرح التونسي عيسى حراث صحبة قرينته نتيجة حراث وانبهر بما شاهد وقدم شهادة شكرا للفريق ككل وعلى رأسهم المخرج حاتم الحشيشة، شهادة من العملاق عيسى حراث تكفي على نجاح العرض فنيا.
والمفاجئة كانت انبهار المسرحيين بالطاقة التي فجرها منير العلوي على الخشبة دون أن يظهر على ملامحمه بوادر تعب أو اعياء، ربما تعب ظهره بعد العرض من الانحناء تحية للجمهور الذي وقف وصفق له طويلا.