ثقافة وفنون وتلفزة

كافيين.. تجرية جديدة لإنقاذ الحياة النقدية

في تجربة صحفية ونقدية جديدة صدر العدد الأول من مجلة “كافيين” النقدية المصرية والتي تُعد تجربة جريئة تُحاول إعادة الحياة لمفهوم النقد بمعناه الواسع الذي يشمل جميع مجالات الفنون المختلفة، بعدما اتسعت المساحة والصدع بين القارئ والكتابة النقدية في العالم العربي.

تهدف المجلة كما يقول مؤسسوها: إلى محاولة إنقاذ النقد في الحياة الثقافية العربية من حالة الموات الطويل التي شابته لفترة طويلة إما نتيجة لغموض ما يكتبه النقاد الأكاديميين وعدم فهمه من قبل القارئ، أو لحالة الفساد النقدي الواسع التي استشرت في الوطن العربي وتحولت إلى مجرد مجاملات ومدح فقط في أعمال فنية سيئة لا تستحق هذه الإشادات والمدح؛ الأمر الذي أفقد القارئ الثقة فيما يقدمه الكثيرون من الأسماء النقدية الذين تخلوا عن الحيادية والنقد الموضوعي الحقيقي وحولوا الساحة إلى مجرد مدائح وتقريظ فقط لما لا يستحق من الأعمال الفنية؛ الأمر الذي أدى إلى تشويه الوعي وذائقة المتلقي.

كما أكد مؤسسو المجلة على أنهم وضعوا نصب أعينهم المفهوم الواسع والشامل للنقد على كل المستويات وتقريبه من المتلقي؛ بحيث تتحول الدراسات النقدية التي تتناولها المجلة إلى موضوعات شيقة يستمتع بها القارئ ويرتبط بها بنفس القدر من المتعة التي يتناول بها قراءة الرواية أو مشاهدة الفيلم السينمائي؛ الأمر الذي يُكسب القارئ مرة أخرى الثقة في قراءة النقد، والاستمتاع به، ومحاولة إنهاء الفجوة العميقة التي تسببت فيها حالة التصحر النقدي الواسعة السابقة، والعمل على إعادة الوعي الجاد مرة أخرى بحيادية وموضوعية وجدية. كما أكدوا على أنهم وضعوا نصب أعينهم الابتعاد عن المحلية حيث لا تقتصر المجلة على مصر فقط، ل هي ساحة نقدية واسعة لكل النقاد من جميع أنحاء الوطن العربي، وهو ما ظهر في العدد الأول حيث انفتحت المجلة على جميع التيارات النقدية المختلفة في المنطقة العربية وكت فيها كوكبة مختلفة من الأسماء والمشار النقدية.

كتب في العدد الأول الصحفي المصري تامر صلاح الدين عن الجسد.. حقيقتنا التي أتلفناها كافتتاحية للعدد، كما تضمن العدد ملفا عن الجوائز الأدبية العربية كتب فيه الدكتور الناقد المصري شاكر عبد الحميد عن الفنون والصناعات الثقافية، بينما جاء مقال الروائي الفلسطيني يحيى يخلف بعنوان “نقاد هواه وأدب سطحي”، ليليه مقال الناقد الجزائري لونيس بن علي الذي كتب “الجائزة الأدبية.. رفضها جائزة أكبر”، كما كتب الروائي والناقد التونسي شكري المبخوت عن الجوائز الأدبية.. النجوم والغنيمة والمؤسسة، بينما تساءل الشاعر والناقد المغربي صلاح بوسريف في مقاله عن الجوائز.. موضوعية أم حسب الطلب، وطرح الناقد المغربي هشام مشبال سؤالا مهما في مقاله: هل حلت الجوائز الأدبية محل النقد؟ وكتب الناقد المصري ماهر شريف عن سطوة النقد على الإبداع، في الوقت الذي كتب فيه الكاتب المغربي عبد الله المتقي مقاله “التاريخي والأنثربولوجي في رواية “محاسني والقبة” للكاتبة المغربية مليكة زيتان، لينتهي ملف الأدب بقراءة الكاتب المصري عمرو الرديني في ديوان “ليس للموت اسم آخر” بعنوان عندما يحثنا الموت على الحياة.

يلي ملف الأدب قسم الفنون البصرية والسمعية، وهو القسم الأكبر من المجلة الذي تم تقسيمه إلى الكثير من الأقسام الفرعية منها قسم الفوتوغرافيا ونقدها حيث كتب الناقد المصري محمد طلعت الجندي عن ثبوتية الصورة الفوتوغرافية لواقع المهمشين عند عصام الشرقاوي، ليليه قسم السينما الذي كتبت فيه الناقدة المصرية إسراء إمام مقالا بعنوان “دونوفان.. وطنية جاسوس وعبقرية محام”، بينما كتب الناقد المصري محمود الغيطاني عن الفيلم الأرجنتيني “نمط من الأسر” بعنوان حول أخلاقيات الفقر والتبني.

في قسم فن الكوميكس يكتب الفنان التشكيلي والروائي المصري ياسر عبد القوي ملفا ضخما عن هذا الفن فيه العديد من المقالات منها “جيم ستارلين.. صانع الجبابرة”، ومقال “ثانوس.. جدلية الخير المطلق والشر المطبق”، أما في قسم المسرح فيكتب الناقد التونسي أنور شفيعي عن الدور الصغير والممثل الكبير، بينما يكتب الناقد التونسي وليد مسعدي عن المنهج السلبي عند غروتوفسكي بين تحرير الأداء وحدود التمثيل، وفي قسم الفن التشكيلي أجرى الفنان ياسر عبد القوي حوارا مطولا مع الفنان السكندري نذير الطنبولي بعنوان رحلة مع الفن التشكيلي، بينما كتب الناقد العراقي خضير الزيدي عن السمة الشعورية في تخطيطات عبد الكريم سعدون.

في قسم الأزياء ونقدها كتبت الناقدة المصرية نرمين سعيد عن لغة الملابس ودلالتها، بينما كتب الناقد المصري محمد نبيل دراسة موسعة في قسم النقد الموسيقي بعنوان “حرب بداية الألفية.. الغناء والدين والجنس”، يلي ذلك كتابات نقدية حرة حيث كتب الناقد المصري عبد الهادي شعلان عن قيام وانهيار دولة الأنس في كتاب محمود خير الله، بينما كتب الناقد المصري رمضان عبد الحفيظ عن أزمة الهوية في العولمة الثقافية لتنتهي المجلة بمقال ياسر عبد القوي بعنوان “الطريق إلى كافيين” الذي يحكي فيه عن قصة إصدار هذه المجلة الجديدة.

مجلة “كافيين” النقدية هي مجلة مستقلة يمولها وينشرها رئيس تحريرها الصحفي تامر علاء الدين، ويدير تحريرها الناقد المصري محمود الغيطاني، ويعمل على تصميمها وإخراجها الفني الفنان التشكيلي ياسر عبد القوي.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى