ثقافة وفنون وتلفزة

عرض“الزيارة” يفتتح مهرجان هرقلة الدولي في نسخته الأولى

كتبته حليمة السويسي: انطلقت مساء الخميس 17 جويلية 2025 فعاليات الدورة الأولى لمهرجان هرقلة الدولي بعرض “الزيارة” للفنان سامي اللجمي، الذي قاد الجمهور المتوافد منذ السابعة مساءً في جولة روحانية مبهرة، تناغمت فيها الإبتهالات الصوفية مع الأناشيد التقليدية.
رغم مرور ثلاثة عشر عامًا على إنتاجه، يواصل “الزيارة” حصد النجاحات، متجذرًا في الثقافة التونسية كعيدٍ سنوي يترقبه الجمهور بأزياء تقليدية مزركشة وقلوب مفعمة بالشوق.
العرض، الذي جمع 119عنصرا بين منشدين وراقصين ارتقى الركح بأزياء تعكس أقطاب الصوفية التونسية، حاملين راياتهم،فوسط أنغام الطبول، الدفوف، والسناجق، مع عبير البخور ووهج صواني الشموع. اخذ سامي اللحمي جمهور هرقلة في رحلة الروحانية دامت قرابة ساعتين ونصف تحتفي بأعلام الصوفية مثل بلحسن الشاذلي، السيدة المنوبية، سيدي علي الحطاب، وأم الزين الجمالية. ترددت خلالها أغانٍ مثل “جيت زائر”، “هيا نزوروا”، و”راكب عالحمرا”، فاندمج الجمهور في وصلة غنائية صار وكأنه كورال، مع زغاريد النسوة وأصواتهن التي ملأت الفضاء.
تجلى سحر “الزيارة” في تعابير الحاضرين، حيث بدت وجوههم مشرقة بالنشوة والانسجام مع المشهدية الركحية التي نسجت من المؤثرات الصوتية والضوئية، السينوغرافيا المتقنة، والكوريغرافيا المتنوعة.
كما أبدع سامي اللجمي في دمج أنماط موسيقية مختلفة مثل الفلامنكو، الرومبا، والجاز، مضيفًا لمسات تجديدية جعلت العرض يحتفظ برونقه بعد مرور كل هذه السنوات،هذا الإبداع الموسيقي عزز من تأثير العرض، فبدت الروحانيات الصوفية وكأنها تنبض في كل زاوية من المسرح.
بعد العرض، وجه سامي اللجمي شكره لمنظمي مهرجان هرقلة الدولي على اختيار “الزيارة” لافتتاح الدورة الأولى، مشيدًا بجهودهم التنظيمية.
كما كشف عن تحضيره لمشروع فني جديد قد يتجاوز الصوفية، لكنه سيظل مخلصًا لتثمين الموروث اللامادي التونسي. مؤكدا أن “الزيارة” ستواصل عروضها، ليس فقط لشعبيتها المتواصلة، بل لأنها مصدر رزق للعديد من العائلات.
ويذكر أن فعاليات مهرجان هرقلة الدولي متواصلة الي غاية 15 أوت 2025، مقدمةً عروضًا فنية حققت إشعاعًا جماهيريًا واسعًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى