العزوبية للأبد أفضل من الزواج والنكد
يوافق اليوم 11 نوفمبر اليوم العالمي للعزاب، يوم مميّز لدى شريحة كبيرة من الناس خاصة غير المرتبطين أو المنفصلين وحتى المطلقين الذين يفخرون بسقف الحرّية والاستقلالية الذي يعيشونه خاصّة في ظلّ تفاقم مشاكل المرتبطين وارتفاع نسب الطلاق وقضايا النفقة وغيرها.
العزوبية كانت فيما مضى تؤرق الفتاة والتي توصف في أغلب الأحيان بـ ‘العانس’ فقط لأنها رفضت الارتباط أو اختارت تأسيس حياة مهنية قبل حياتها الشخصية، لكن اليوم ومع التغييرات الاجتماعية والاقتصادية التي نعيشها تخلصنا شيئا فشيئا من النظرة الدونية للـ “العازب” سواء ذكرا كان أم أنثى ومن هوس الارتباط فقط لارضاء عادات وتقاليد رجعية وواهية.
الزواج هو الشرّ الوحيد الذي يبحث عنه الإنسان
اتخاذ قرار مصيري مثل قرار الزواج من وجهة نظري يعود لسببين: اما لاشباع رغبات وأحاسيس أو لتكوين أسرة والمحافظة على النسل، وفي كلتا الحالتين لا يمكن الجزم أنّ الشريك الذي وقع اختياره سيكون أهلا لذلك وسيحقّق الأهداف المرجّوة.
لو تناولنا السبب الأول: الزواج في مجتمعاتنا الشرقية معقّد وصعب ومكلّف خاصة من الناحية المادية، شروط مجحفة من قبل الأهالي وطلبات لا تنتهي رغم ارتفاع الأسعار وتضخّم الأزمات الاقتصادية التي تمرّ بها البلاد، وهنا يطرح التساؤل هل من أجل اشباع رغبة ما يتورط الانسان في مصاريف خيالية وقروض بنكية ستسدّد على مدار سنوات؟ هل الحبّ وحده كافي لنتقاسم حياة كاملة مع شخص قد لا يكون على قدر كافي من مستوى تطلعاتنا؟ وربما إجابات هذه الأسئلة نجدها في نماذج من محيطنا خاصة مع ارتفاع سقف الحريات، وحتى لا نعمّم هناك فئة اختارت عيش تجربة المساكنة وفئة أخرى اختارت خوض علاقات غير مشروطة فيما فضّلت فئة ثالثة العيش بمفردها على أمل إيجاد شريك يتقاسم معها الحياة بمفهومها غير تقليدي.
أمّا السبب الثاني الذي يدفع البعض الى خوض تجربة الزواج سواء نجحت أو فشلت، هو الانجاب والمحافظة على نسل العائلة، وهو في حقيقة الأمر سبب مضحك وغير مقنع فكيف لشخص عاقل وواعي أن يفكّر في انجاب طفل في ظلّ الظروف التي تعيشها البلاد، طفل سيكون عالة على مجتمع شبابه اختار الانتحار والهجرة غير الشرعية واستهلاك المخدرات فقط للهروب من واقع مرير، طفل سيثقل كاهل الدولة التي أصبحت عاجزة عن توفير أبسط سبل العيش لمواطنيها باختلاف طبقاتهم وشرائحهم العمرية.
العزوبية نعمة نُحسد عليها
إنّ العزوبية نعمة نحسد عليها ليس فقط لأنّها مرادف للحرية والاستقلالية، بل لأنّ فوائدها كثيرة خاصة على الصحة النفسية، فالعازب يحظى بقسط كبير من الراحة والرفاهية دون مشاكل وضغوطات وطلبات متواصلة ومسؤوليات تجاه البيت والشريك والأطفال.. العازب لديه الوقت والمال الكافي للسفر وممارسة هواياته المفضلة، للاستمتاع رفقة أصدقاءه دون زنّ ونكد واتصالات متتالية، العازب حرّ في تكوين علاقات إجتماعية وصداقات دون حسيب ولا رقيب دون غيرة أو شكوك، العازب ملك في بيته معطاء في عمله حالم في أوقات فراغه، على عكس المرتبط الذي يتمنى الهروب من سجن “الزواج” ولو ليوم للتمتّع بالحرية.
في نهاية المطاف لكلّ رؤيته الخاصة لمؤسّسة الزواج، ورغم دفاعي المستميت عن “العزوبية” الا أنّني لا أنكر أنّ داخل كل فتاة منّا رغبة في لقاء شخص استثنائي يقاسمنا هواياتنا ويدعمنا على المستوى المهني ولا يحبط طموحاتنا ويكون صديقا وحبيبا لا زوجا تقليديا.
أميرة الشارني