الذكرى الـ20 لاستشهاد ياسر عرفات: ذكرى وطنية لن تموت
يصادف اليوم، الحادي عشر من نوفمبر الجاري، الذكرى العشرين لاستشهاد الرئيس الرمز، الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، هو ثالث رؤساء منظمة التحرير منذ تأسيسها في ،1964 وهو القائد العام لحركة التحرير، وهي أكبر منظمات التحرير التي أسسها رفقة رفاقه.
يكنى الزعيم عرفات أبو عمار، وهو من الشخصيات المؤثرة والبارزة في الصراع العربي الإسرائيلي، وطالما ارتبط اسمه بالقضية الفلسطينية.
ولد أبو عمار في القاهرة، في الرابع والعشرين من أوت 1929، وهو الابن السادس لأب يعمل يعمل في التجارة، تم تهجيره إلى مصر عام ،1927 ترعرع هناك في صغره، ثم رجع لفلسطين، ليعود من جديد عام 1937 الى القاهرة، ويلتحق بعائلته، ويكمل دراسته في جامعة الملك فؤاد، المعروفة الآن بجامعة القاهرة، حيث أتم دراسته الجامعية هناك وتحصل على الشهادة الجامعية في الهندسة المدنية عام 1951.
لعب ابو عمار دورا محوريا في فترة الستينات والسبعينات، خاصة بعد انتمائه لجيل القوميين العرب، حيث بدأ حياته مع المقاومة المسلحة ضد الاحتلال ،ثم غير خطه الفكري من خلال التوجه للمفاوضات، لنصرة القضية الفلسطينية، وبعد 27 عاما قضاها في المنفى، عاد ياسر عرفات إلى غزة رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية، في يوليو/تموز 1994.وقع عرفات في مدينة طابا المصرية في 24 سبتمبر 1995 بالأحرف الأولى، على اتفاق توسيع الحكم الذاتي الفلسطيني، في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي جانفي 1996 انتخب الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، رئيسا لسلطة الحكم الذاتي، في أول انتخابات عامة في فلسطين، أحرز حينها على نسبة 83%من الأصوات المنتخبة .
واصل ابو عمار في الحلول السلمية، رغم تعنت حكومة الاحتلال واستمرارها في بناء المستوطنات، وتم التوقيع على اتفاقية واي ريفيرفي الولايات المتحدة الأميركية في 23 أكتوبر 1998.
بحلول شهر سبتمبر 2001، اندلعت انتفاضة الاقصى حيث كانت زيارة ارييل شارون للمسجد الأقصى، مدعوما بحراسة مشددة، حيث رافقة ثلاثة آلاف من شرطة وحرس الاحتلال، فكانت الشرارة التي اطلقت الانتفاضة، التي تزامنت مع حالة الإحباط التي عمت الشارع الفلسطيني، الذي يطمح الى دولة فلسطينية مستقلة واستعادة الأراضي المحتلة، لتندلع مواجهات عنيفة مع مواطنين، قدموا لطرده من باحات المسجد الأقصى.
أبدى ياسر عرفات في أوائل عام 2002، مساندة للانتفاضة، رغم تصريحاته المتكررة بإدانة العمليات، التي تستهدف المدنيين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
غدرنا ابو عمار في مثل هذا اليوم، في مستشفى بيرسي بفرنسا حيث يعالج، بعد ان عانى من حصار وعدوان لمقره في رام الله، لثلاث سنوات، تعكرت فيه صحته وقد أشارت عائلته المقربة، ان ابو عمار قتل مسموما، خاصة زوجته سهى الطويل أم ابنته الوحيدة التي تقدمت بشكاية في الغرض، وأشارت إلى تحمل اسرائيل مسؤولية موته، لوجود مادة سامة في مقتنياته الشخصية، وطالبت من السلطات الفرنسية باعادة فتح تحقيق.
تأتي ذكرى استشهاد ابو عمار، في ظل استمرار حرب الابادة التي يشنها الاحتلال على ابناء شعبه في قطاع غزة، منذ أحداث السابع من اكتوبر 2023،راح ضحيتها أكثر من 43000 شهيدا و 102900 مصاب، أغلبهم من النساء والأطفال، وفي الضفة الغربية بما فيها القدس اكثر من 780 شهيد و 167 طفلا.
غادرنا الشهيد لكن إرثه النضالي بقيا ملهما، لأبناء شعبه للنضال والاستماتة في الدفاع عن أراضيهم.
سارة القايدي