ثقافة وفنون وتلفزة

البوح: عن العشق والصداقة وأشياء أخرى

كتبت: مريم مرايحي
“البوح” هي ثاني رواية للكاتبة عبير بن شعبان عن دار وشمة للنشر وهي ثاني مؤلفاتها وهي رواية من الحجم الصغير ويبلغ عدد صفحاتها 93 صفحة.

دلالة العنوان:
“البوح”ويعني باح بما يخفيه أي صرح به وكشفه وتكررت عبارة البوح عديد المرات في الرواية رغبة من الكاتبة في التأكيد على أهمية هذا الفعل،البوح أو الفضفضة وما يحمله من أبعاد نفسية.

تدور أحداث القصة حول ثلاث شخصيات رئيسية سميحة وشلبية وأماني.
تروي أماني حكايتها وحكايا صديقتاها وتغوص في سرد قصة كل منهن، فتجول في ثنايا دواخلهمن وتؤسس جلسة “بوح” .

عن جمالية الكتابة وتفرد اللغة:
نجحت الكاتبة في شد القارئ بإعتماد لغة منمٌقة تحفٌز على القراءة وتخرج القارئ من رتابة العبارات الجافة الخالية من الجمالية.
فنجد إستعمالا لافتا للوصف، وصف الشخصيات، تفاصيلها، ملامحها وحتى إنفعالاتها الداخلية، حيث إعتمدت الكاتبة في ذلك اسلوب الاستعارة والتشبيه وخاصة التكرار الموظف الذي يخدم التأكيد.
كذلك نجد استعمالا مكثفا للدارجة التونسية وذلك لاقحام القارئ في القصة واضفاء أكثر واقعية على الأحداث.

شخصيات مغرية لفك شفراتها:
تنقسم الرواية إلى ثلاثة أجزاء ،ويحتوي كل جزء على قصة،
فنجد في الجزء الأول قصة سميحة، المرأة العاشقة المتأرحجة بين سلطة العقل وخمرة الحب وحمل المهنة التي أجبرتها الحياة عليها.
أما الجزء الثاني فيخص شلبية، المرأة الفنانة،الثائرة على أعراف مجتمعها حيث إختارت الرقص على حساب أشياء كثيرة وربما كلها، فنجد في قصتها الحب والثورة والخوف والقوة والضعف وجميع التناقضات.
أما أماني فكانت بطلة آخر جزء من الرواية وكاتبتها فهي الراوي البطل، تسرد أماني قصتها فكشف عن ماهيتها دون تزويق وتنميق قتصف ما تشعر به دون تزييف أو “روتوشات”
لتروي قصة الفتاة الجامعية المليئة بالصراعات النفسية التي تجعل منها تختار العزلة على الاندماج مع اشخاص لم يتمكنوا من فهمها وإحتواءها، وتكشف عن مرضها واستسلامها للظلام أخيرا وإستعدادها لهذا المصير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى