ثقافة وفنون وتلفزة

تشاو بيلا: وداعا لوطن تُبتر فيه الاحلام

“تشاو بيلا” هي رواية للكاتبة ليلى الزين عن دار وشمة للنشر وهي رواية من الحجم المتوسط يبلغ عدد صفحاتها 157 صفحة.

دلالة اسم الشخصية الرئيسية:

“عدلي” الشاب الحالم،المؤمن بالعدالة العمياء على حد تعبيره الأمر الذي جعل هذا المصطلح يتكرر أكثر من مرة في الرواية.

من وطن تُبتر فيه الاحلام ولدت قصة الرواية:

تتمحور أحداث الرواية حول عدلي،شاب تونسي صاحب شهادة عليا في النحت ومعطل عن العمل,يضطر إلى بيع منحوتاته على الرصيف كي يتمكن من توفير قوت يومه.

ويمر بعديد الأحداث المريرة في بلده ليصل أخيرا لإتخاذ قرار الهجرة. 

دلالة العنوان: “تشاو بيلا”

“تشاو بيلا”عبارة بدرت على لسان سامي أحد شخصيات الراوية عندما قرر الهجرة إلى إيطاليا نسبة إلى الأغنية الاطالية بيلا تشاو وهي أغنية ثورية من الفلكلور الإيطالي في الحرب العالمية الثانية، من إيقاع المقاومة للحزب الإيطالي اللاسلطوي الاشتراكي. 

ووظفت الكاتبة هذه الرمزية تعبيرا عن ظاهرة تفاقم ظاهرة الهجرة في تونس شرعية كانت او غير شرعية.

القضايا  المطروحة:

طرحت الكاتبة عديد القضايا التي تشغل الرأي العام على غرار البطالة خاصة تلك التي تخص أصحاب الشهائد العليا الذي أصبح أغلبهم يفكرون في الهجرة, المحسوبية كما عبرت عنها الكاتبة بمصطلح “ولد سي علي” تعبيرا منها على انتشار الواسطة.

 كذاك قضية صراع الفنانين مع شيوخ التحريم والتحليل ومع الدولة التي لا تقدر موهبتهم وللمواطنين الذين يقزمونهم. 

ثم تطرقت الكاتبة إلى القضية المركزية للراوية وهي الهجرة, فناقشت ظاهرة الهجرة الغير شرعية وأسبابها ونتائجها ووقعها في نفس المهاجر وعائلته وما يمكن أن ينجر عن هذا الفعل.

وتحدثت عن هجرة الكفاءات، موظفة في ذلك مشهد تجمع مجموعة من النخبة في المطار استعداد لمغادرة وطن لم بقدر كفاءاته.

حضور لافت لمعجم القانون:

يبرز معجم القانون بشدة في الرواية فنلاحظ استعمال الكاتبة لعديد المصطلحات القانونية على غرار هيمنة مصطلح “العدالة العمياء ” وتصوير عديد مشاهد المحاكمات وطرح عديد القضايا من وجهة نظر قانونية بحتة.

تولد العاطفة من بطن المعاناة: 

هيمن معجم العاطفة على الرواية فتعج القصىة بالعلاقات الانسانية المفعمة بالمشاعر  التي تتمحور أغلبها حول الشخصية الرئيسية على غرار علاقة عدلي بأمه وعلاقته بحبيبته السابقة وفاء وبمعلمه سوسو المجنون كذلك علاقة ام عدلي بصديقتها جميلة 
فوردت عديد الاقتباسات في الرواية من الكتاب الرومنطيقين على غرار جبران خليل جبران ونزار قباني رغبة من الكاتبة في إضفاء معجم الرومنطيقية على القصة وتخفيف من حدة معجم القمع والتسلط .
مريم مرايحي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى