ثقافة وفنون وتلفزة

بخمسة أصوات تونسيّة.. “نَواّر الملح” يفتتح دورته الأولى في مسرح قرطاج

على إيقاعات تونسيّة ملوّنة أمام مدارج غصّت بجمهور من كل الأعمار والفئات الإجتماعيّة، انطلقت مساء الأربعاء 23 أوت سلسلة عروض الدورة التأسيسيّة لمهرجان “نَوّار الملح” بالمسرح الأثري بقرطاج، تظاهرة ثقافيّة فنيّة اجتماعيّة من تنظيم وزارة الشؤون الإجتماعيّة.

المهرجان افتتح بكلمة لوزير الشؤون الإجتماعيّة مالك الزاهي، أشّرت لانطلاق بادرة المهرجان من قرطاج ليجوب خلال أربعة أيام متتالية عددا من جهات الجمهوريّة، وأقرّت انحياز الوزارة لحق الفئات ذات الدخل المحدود في الثقافة والفنون، تلتها تكريماتٌ للفنّانة لطيفة القفصي، وللفنّانين البحري الرحالي وحسين محنوش بعد مشهديّة قصيرة لمسلسل النوبة.

مُستهلُّ السهرة الفنيّة الأولى للمهرجان، كان بصوت الفنانة زهرة الأجنف، صافحت خلالها جمهورها بموسيقى وإيقاع التراث في باقة من المختارات الغنائية منها أغنية ” عالذرعانة” و”شامة” و”رقراق وغيّم” و”النجع” الجمهور الغفير المتوافد على مدارج المسرح الروماني.

وبصوت الفنانة نوال بن صالح، تواصلت السهرة في وصلة فنيّة ثانية أهدت للجمهور أغنية “عايروني بيك يا حمة” وأغنية “نادي عالشيخ بودربالة” واغانٍ أخرى، مشفوعة بكوكتال تونسي تضمّن أغنيتيْ “شفتك مرّة” و”ياخليلة” رافقتهما صورتان للراحلتين أحلام بلحاج وريم الحمروني إرتأت هيئة المهرجان تكريمهما.

ومع موسيقات التراث الجبلي، ردّد مسرح قرطاج الروماني صدى جبال سمامة والشعانبي والمغيلة، في عرض موسيقي بعنوان “رعاة سمّامة”، احتفى من خلال أغاني “طريق جبلنا” و”صبّ الرشراش” و”ليّعت كنيني” برعاة جبال الوسط التونسي، وصوّر موسيقيّا ومسرحيّا صمودهم وتشبثهم بجبالهم على الرغم من وطأة الفقر والتفقير ومعاناة التهميش والحرمان.

وتقاطعت الموسيقى التونسية مع الإيقاعات الغربيّة في مداخلة فنيّة رابعة، بإمضاء الفنان صبري مصباح، جمع فيها تجليات موسيقيّة متفرّدة بروح البحث والتجديد، بأغانٍ راسخة في أذهان الأجيال الجديدة على غرار “مش مني” و”ياروحي” و”ها وليدي” و”سيد الاسياد”، “و”يا ناسي” و”يا لميمة ارضي علينا”، و”يا ام السواعد سمر” و”عمري ما نسيت”، ردّدها معه الجمهور وتمايل على ايقاعاتها.

وللفن السابع مكان في برمجة فسيفساء افتتاح مهرجان “نوّار الملح”، بعرض لفيلم قصير بعنوان “معالي المواطن”، من إنتاج ورشة سينما مسار، من تأليف وتمثيل ثلّة من أبناء مركز الدفاع والإدماج الإجتماعي بسكّرة التابعة لولاية أريانة.

ولعشّاق موسيقى الراب، أعدّت هيئةُ المهرجان للجمهور المختلف موعدا مع المغني سنفارا، قدم خلاله آخر أغانيه وانتاجاته الفنيّة في مسك ختام السهرة الأولى للمهرجان، قبل أن يشدّ الرحال يوم الخميس 24 أوت 2023 نحو مدينة الكاف، في عرض يجمع الفنانين ياسر الجرادي ولينا بن علي مع مسامرة فنيّة من تقديم الفنان المسرحي البحري الرحالي.

وتتضمن برمجة يوم الجمعة 25 أوت في دار عزوز بولاية توزر ، عرضا بعنوان “مسرب الهطايّا” للفنان نضال اليحياوي، وآخر حكواتي للفنان العروسي الزبيدي، أمّا في معتمدية العلا بولاية القيروان، فيقدّم المهرجان لروّاده مسرحيّة “بنات سعاد” للمخرج الصادق حلواس، أمّا فضاء مسار بباب سعدون بالعاصمة تونس، مساء السبت 26 أوت، عرضا لمسرحية “عائشة” للمخرج سامي النصري، فيما تختتم فعاليات المهرجان بحي الملاسين مساء يوم 27 أوت بعرض مسرحية “ملاسين ستوري” للفنان المسرحي بلال البريكي.

“نوّار الملح” مشروع مهرجان للفنّ البديل، يهدف لدعم نفاذ الفئات الفقيرة إلى العروض الثقافيّة والفنيّة، خيّرت هيئته المديرة برئاسة الكاتبة إسمهان الفرجاني تقديم عروضه بالمجان وبأسعار تحفيزيّة إيمانا بحق الحميع في الفنون والثقافة ولا سيما الفئات الإجتماعية الهشّة والعائلات ذات الدخل المحدود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى