ثقافة وفنون وتلفزة

مهرجان المنستير الدولي:جعفر الڨاسمي يصنع الحدث ب”الدرابو”

بعد العرض الكبير الذي قدمه في مهرجان بنزرت الدولي كان لجعفر الڨاسمي موعدا في سهرة يوم الجمعة مع جمهور المنستير الدولي.
أمام شبابيك مغلقة، انطلق عرض مسرحية جعفر القاسمي الجديدة في إطار الدورة الخمسين لمهرجان المنستير الدولي.
جمهور غفير واكب عرض مسرحية “الدرابو” أتى من كل مدن ولاية المنستير ومن خارجها فضلا عن عدد من الأشقاء الجزائريين.
وفي حدود العاشرة والربع ليلا، بدأ العرض، وبدأ العرض الذي سلّط الضوء على عديد الظواهر في مجتمعنا التونسي بطريقة فيها الكثير من السخرية، لكن بالمقابل كان فرصة للوقوف عند قيمة الوطن لدى أبنائه، ومدى ارتباطهم وتعلّقهم به.
فقد شبّه القاسمي الوطن في هذا العرض بالحقل الذي تنبت فيه كل أنواع الغلال ولكن للأسف أفضلها يتمّ تصديره لخراج البلاد ليتمتع به الآخرون ويُحرم منه أبناء الأرض، والغلال الجيدة هنا ليست تلك التي تُأكل فقط بل هي الكفاءات التونسية التي تهاجر بشكل متزايد فتخسرها البلاد والعباد، بينما تبقى الغلال الفاسدة التي تؤذي الوطن.
“هوما يسرقوا واحنا نزرعوا… هوما يحرقوا واحنا انطفوا… هوما يهدّوا واحنا نبنوا …” هي وصية الجد للأبناء والأجداد، هكذا صدح القاسمي على ركح رباط المنستير، وهي أشبه بصيحة فزع لكل من يحب تونس كي يحميها من الخونة في الداخل والخارج.
جعفر تطرق لعديد المشاغل مثل صلة الرحم والعلاقات الإنسانية بشكل عام وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المواضيع التي تصبّ جميعها في سياق مصلحة البلاد من خلال التركيز على العلم والتذكير بأنه رمز الوطن والجامع لأبنائه في كل الحالات.
وفي النهاية فإنّ “ألدرابو” هو أنا وأنت ونحن، هو الجامع والضامن لاستمرار الوطن رغم خيباته والمتطلع لغد أجمل وأفضل.
عرض جعفر شهد نجاحا جماهيريا كبيرا، وزرع الابتسامة على وجوه كل من حضروا رغم مسحة الألم التي لم تخلو منها بعض المشاهد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى