دمشق ونزار ميثاق عشق وميعاد يتجدد
إن ميثاق الوفاء الذي كان بين نزار ودمشق ميثاق جلي خفي ربط بينهما الدم والقربى والحب والذكرى
دمشق إنها المحبوبة ، الشجاعة ، فارسة الفرسان إنها عروسة نزار قباني ،
ففي الشام امتزجت حماوة دماءه بالحنين لها ، ليجدد عهد الوفاء والإخلاص والعشق الأبدي معها كل يوم فهي أرض البراءة والنقاءة والطهارة و العيش الهني الذي يطيب بسكناها كل مغترب مشتاق ويأوي أهلوها لحضنها الدافئ الطري الحنون كل صباح ومساء يتنفسون الرضا والراحة ..
قل للذين بأرض الشام قد نزلوا
قتيلكم لم يزل بالعشق مقتولا ..
فكانت محبوبته دمشق بطلة أروع قصائده الخالدة ، إنها دمشق بقلب نزار قباني و بروح نزار قباني أشعار تنهال من قلمه الندي كماء بردى ، يرشرش حنانها وقداستها وحبها على وجه الورق منثور عطر من زهر الياسمين والجوري الشامي .
نزار يرى دمشق جنة على الأرض غزيرة الحب وغزيرة الجمال وغزيرة الشجاعة .
ياشام إن كنت أخفي ماأكابده
فأجمل الحب حبٌ -بعد -ماقيلا
ليعلن دائما أن دمشق حبيبته ليست جبانة وليست مهانة هي الحبيبة المخلصة الجميلة الغيورة عليه وعلى شغاف قلبه المغرم هي التي تحنو بيدها على جبينه المتعب فتمحو تعبه بقبلة دافئة .
هي دمشق الصامدة القوية التي خرج منها الفرسان والأبطال وهي التي هرولت بحب نحو السلام والوحدة بين العرب فكانت الأم التي تجمع و تلملم القلوب والنوايا الطيبة .
والخيل تبدأ من دمشق مسارها
وتشد للفتح الكبير ركاب
دمشق الحضن الدافئ الذي احتوى نزار بعد تشرد روحه في منافي الشرق والغرب لم يكن يهنئ إلا في داره الشام شامة الدنيا هو نزار المدلل الذي اشتهى وجرب كل العطور والورود في الدنيا و لم يجد أجمل من الياسمين الذي ارتبط باسمه النزاري كارتباطه بالشام .
فسريره الصغير في (مئذنة الشحم) التي غطتها ياسمينة بيته الدمشقي لأجمل من كل المنتجعات الملكية في كل دول العالم ، استطاع نزار جمع كل عشقه للشام ونثرها أشعار معطرة بنكهة القهوة الدمشقية المسافرة في شرايين كل الدمشقيين ، ولتكن مستقر لفيض حنينه للأحبة وعتبات الشام ، فكانت أجمل قصائده .
هذي دمشق وهذي الكأس والراح
إني أحب وبعض الحب ذباح
أنا الدمشقي لو شرحتم
لسال منه عناقيد وتفاح
لقد رسم دمشق بقلبه وروحه وحروفه ملكة مطلقة الجمال لايمكن لها أن تشبه أي مدينة أخرى لجمالها وبساطتها وسماحة أهلها وبساطتهم الطيبة ولحسن عشرتهم وجمال أرواحهم إنها المدينة الشرقية المتفردة التي لا يمكن أن تتكرر ، نزار قباني الذي استطاع جمع كل الأحاسيس البشرية في روح قصيدته ليخلد كل من أتى على ذكره فيها. فكان للشام النصيب الأكبر.
دمشق أرض القداسة والطهر والحب كانت بطلة نزار قباني الحرة الجليلة رسمها في ورقه لتقوم منه ( ملكة حرة ، عروس بفستان أبيض ، قديسة بثوب صلاة ) في مخيلة الجميع لأنها روح نزار ولأنها فعلاً كذلك ، إن نزار أحب دمشق بقوة وصدق لأنها المدينة التي لاتقبل الذل والخنوع و لأنها نبع السعادة الخفي لأبناءها ولزوارها ولإيمانه أن دمشق منها الأمل ومنها الشرق ومنها ولادة الفجر الجديد أحبها لأنها المدينة التي أنجبته فأنجب لها كل قصائد الحب والغزل وكان الإستثناء عن كل ماكان من قبله وحتى اليوم ، لقد استطاع خلق أشعارمتفردة ضَبَطَ إيقاعها و نَفَسَها على نبض قلبه الشامي و نبض قلوب المتيميين و شهقات الأرواح الرهيفة .
يادمشق التي تفشي شذاها
تحت جلدي كأنه الزيزفون
أتراها مجنونة بحبي
هذه الشام أم أنا بها مجنون ؟
نحن أسرة معاً وفي قفص الحب
يعاني السجان والمسجون
تحية حب للشاعر الدمشقي نزار قباني الذي أحب دمشق ومجدها في قصائده لترد له دمشقة الحب بأكثر وتمجده .
ريم الأسعد / دمشق