الوطنية

فضحها” برنامج “الحقائق الأربع” .. دعوات الى الاسراع بمحاسبة شبكات “التأشيرات الوهمية”

سلط برنامج “الحقائق الأربع” في حصته قبل الأخيرة التي بثت مؤخرا على قناة الحوار التونسي الضوء على شبكات التحيل التي انتشرت وزاد نشاطها في اغلب مناطق الجمهورية ، وكان ضحاياها بالعشرات ان لم يكن اكثر خاصة أولئك الحالمين بالهجرة، الذين منّوا النفس طويلا بتحقيق احلامهم في الوصول الى الضفة الأخرى عبر الهجرة المنظمة لكنهم وجدوا أنفسهم في شراك متحيلين وشبكات خطيرة.
وبعد بث تلك الشهادات المدوية التي كشفت تفاصيل عجيبة وغريبة سارع عديد المتضررين الى تقديم قضايا جديدة ضد امرأة متحيلة لهفت منهم عشرات الملايين، ولم يجدوا منها سوى المماطلة والتسويف والابتزاز والتهديد ، وطالبوا الأطراف المسؤولة الى الإسراع بمقاضاتها بما يمكنهم من انصافهم واسترجاع حقوقهم بعد ان طال انتظارهم في استعادتها.
فخر الدين الرويسي المقيم بفرنسا واصيل سيدي بورويس احد المتضررين من متحيلة تقطن بسيدي بورويس لهفت منه اكثر من 23 الف دينار بعد ان أوهمته انها قادرة على استخراج تأشيرة قانونية لابن شقيقه للسفر الى فرنسا في اطار القانون لمواصلة دراسته هناك لكنها طلبت منه في البداية مبلغ 6 الاف و500 دينار وانطلقت بعدها رحلة معاناته مع المماطلة والتسويف من طرف المتحيلة التي كانت في كل مرة تطالبه بمبلغ جديد لاستخراج وثائق جديدة ضرورية لاستكمال ملف ابن شقيقه.
وتابع فخرالدين الرويسي قائلا ” بداية العملية تعود الى سنة 2019 وابن شقيقي بعد ان مل مماطلتها وكذبها والاعيبها جازف على “الحرقة” وهو اليوم يعمل في فرنسا لكن جواز سفره وفلوسه مازالت في حوزة تلك المراة المتحيلة التي نطالب اليوم بالإسراع في مقاضاتها لانصاف المتضررين الذين عانوا الكثير من حيلها و”شقلباتها’ .
وقال مصطفى العرفاوي اصيل سيدي بورويس ان برنامج “الحقائق الأربع” نفض الغبار عن هذه الفئة وكشف ألاعيبهم وعرى أعمالهم الشيطانية وتجاوزاتهم الخطيرة، وما على النيابة العمومية إلا التحرك.
وأضاف قائلا “شخصيا تعرضت الى عملية تحيل بسيدي بورويس من طرف هذه المرأة وقدمت عديد الشكاوى ومازلت انتظر ان يتم إنصافي لاستعيد حقوقي، وهنا لا أتحدث من فراغ،بل املك العديد من الإثباتات: فيديوهات، رسائل صوتية،عرائض للسادة وكلاء الجمهورية و ما إلى ذلك من القرائن التي تدين آكلي لحوم البشر وهم أحياء.. من غير المعقول ان يدمر بعض المتحيلين أحلام الناس دون شفقة ولا رحمة.. رأس مالهم لسان يغزل الحرير ومماطلة غريبة وتسويف.
وتابع مصطفى العرفاوي كلامه متحسرا “كل يوم تسمع عبارة “على قريب تجيك الفيزا”.. ناس باعوا اللي وراهم واللي قدامهم.. فيهم اللي عندو نعيجات ساتر بيهم روحو بيعوه فيهم.. فيهم اللي باع صيغة أختو ومرتو وأمو باش يشڨ البحر.. فيهم اللي تسلف فيهم اللي باع كرامتو وبقى أشهرة جيعان باش يجي المتحيل يلهفهم في ثانية من غير تعب.”

لبنى الرويسي أصيلة سيدي بورويس هي الأخرى كشفت أنها مقيمة بفرنسا لكنها لم يدر بخلدها أنها ستكون يوما ضحية عملية تحيل بمسقط رأسها جعلتها تعيش في كابوس مزعج ودوامة من المشاكل كادت ان تؤدي بها الى الطلاق.
وأوضحت لبنى الرويسي قائلة “الحكاية انطلقت سنة 2019 لما عدت الى تونس وتعرفت على امرأة باعتبارها قريبة ومن العائلة.وأكدت لي أنها امرأة أعمال وستسافر الى فرنسا لبعث مشاريع هناك، وعلى هذا الأساس اتفقت معها على إتمام إجراءات التأشيرة لشقيقي للهجرة الى فرنسا بصفة قانونية، وسلمتها مبالغ هامة وصلت 40 ألف دينار حيث كنت في كل مرة أرسل لها مبلغ هام بدعوى حاجتها الأكيدة لاستخراج وثائق إدارية لإتمام ملف شقيقي، وفي البداية تعللت بفيروس كورونا لكن بمرور أزمة الفيروس اللعين انكشفت حقيقتها حيث واصلت مماطلتها وغيرت لهجتها ووقتها فهمت اني وقعت ضحية عملية تحيل ورفضت أن تعيد لي حتى جواز سفر شقيقي، واليوم اضطررنا الى تقديم عريضة ضدها بمدينة مرساي أنا وابن عمي الذي كان ضحية لتحيلها كذلك، وندعو الأطراف المسؤولة الى التحرك لوضع حد للتجاوزات الخطيرة لهذه المتحيلة، كما نرجو أن يأخذ القضاء مجراه حتى تعود الحقوق الى أصحابها”.
ضحية آخر كان يحلم بالهجرة المنظمة بعيدا عن أهوال فواجع البحر وقوارب الموت لكن أحلامه تحطمت وتلاشت مع الأيام، دفع الملايين ولم يجن إلا السراب والأوجاع، هذا حال الشاب إبراهيم الدريدي أصيل سيدي بورويس الذي قال “طالما حلمت بالهجرة المنظمة تفاديا لكل الإشكاليات لكني وجدت نفسي ضحية عملية تحيل محبكة حطمت كل آمالي وطموحاتي، بعد أن تحيلت علي امرأة من سيدي بورويس، فقد ادعت انها قادرة على تمكيني من التأشيرة القانونية للسفر الى فرنسا وأوهمتني بإتمام كل الإجراء في ظرف قصير وتسلمت مني جواز سفري ومبلغ 33 الف دينار حيث كانت في كل مرة تطالبني بتمكينها من مبلغ مالي جديد لاستخراج بعض الوثائق الضرورية، وكلما سألتها عن موعد السفر إلا وماطلتني وخلقت لي الاعذار، وهو ما دفعني الى تقديم عريضة الى وكيل الجمهورية بسليانة يوم 19 جانفي 2023 ، ورغم كل ذلك قالت لي حرفيا، تشكي وإلا ما تشكيش ما عندك اش تعملي، واليوم أدعو الأطراف المسؤولة الى الإسراع بمحاسبة هذه المتحيلة وإنصافي باستعادة المبلغ الذي سلمته لها، ولابد ان ياخذ القانون مجراه لرفع المظلمة عن 12 شاباً وقعوا ضحية لهذه المتحيلة الخطيرة.
حكاية مهدي اليوسفي وتفاصيلها المأساوية لا تختلف كثيرا عن بقية الشهادات باعتباره من المتضررين من عملية التحيل ماديا ومعنويا، بعد أن وجد نفسه يعمل ليلا نهارا من أجل خلاص ديونه، مضيفا “أكثر من 15 ألف دينار لهفتها مني تلك المرأة المتحيلة التي سلط عليها برنامج “الحقائق الأربع” الضوء، وباعت والدتي أملاكها وذهبها من اجل جمع المبلغ الذي اعتقدت انه سيضمن لي التأشيرة للجرة وضمان مستقبلي وتحسين وضعي الاجتماعي لكن في النهاية وجدت نفسي بين الأوهام والمماطلة ، وأرجو أن ينصفنا القضاء ويعيد لنا حقوقنا مع محاسبة المتحيلة على ما اقترفته من ذنب في حقنا”.
ومن جهته قال ماهر الدايخي “أنا من بين المتضررين في عملية التحيل وللأسف وقعت في فخ المتحيلة التي تسلمت مني أكثر من 6 آلاف دينار وجعلتني أعيش في ضغط رهيب لا يمكن وصفه ولا تصوره، فهي ادعت أن لها معارف وخيوط في كل مكان، وأوهمتني أن لي قضايا ومدتني برقم الإحالة ولما توجهت للمحكمة لثبت تبين عدم وجود أي قضية ضدي وهي مجرد ألاعيب من طرف هذه المتحيلة لابتزازي، واليوم قدمنا قضايا ضدها ونلتمس من القضاء ان يكون حاسما وينصفنا خاصة ان المتحيلة كانت تماطلنا منذ 2019.”
ودعا كل المتضررين الأطراف المسؤولة الى ضرورة انصافهم لاستعادة حقوقهم بعد ان عانوا لسنوات من مماطلة وتسويف المرأة المتحيلة التي باعت لهم الوهم وحان الوقت لمحاسبتها من اجل ما اقترفته في حق المتضررين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى