ثقافة وفنون وتلفزة

مهرجان بومخلوف الدولي: ختامها مسك مع الفنان الاستثنائي “محمد الجبالي”

أسدل الستار مساء أمس الأحد 18 أوت 2024 عن الدورة 48 لمهرجان بومخلوف الدولي بالكاف بسهرة استثنائية أثّثها الفنان الشامل محمد الجبالي.
عبّر محمد في بداية الحفل عن سعادته بالعودة مجدّدا الى مدينة الكاف التي تعتبر منبعا للفنون ويمثّل جمهورها استثناء، وبالفعل كان الجمهور متواجد بأعداد غفيرة متعطّشة لسماع صاحب الصوت الشجي والمسيرة الحافلة “محمد الجبالي”.
قدّم محمد الجبالي وصلات غنائية متنوعة لارضاء مختلف الأذواق والشرائح العمرية فراوح بين الأغاني الطربية لأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وتسلطن الحضور على أنغام “على الله تعود” والتي شكّلت علامة فارقة في مسيرة الجبالي حين قدّمها لأوّل مرة على مسرح مهرجان قرطاج وأشاد بقدراته الصوتية وتقنيات أداء المواويل والأغاني الجبلية الراحل وديع الصافي، ولم يبخل محمد عن أداء طلبات جمهوره العريض وغنّى “النسمة الكافية” إضافة الى أشهر أغانيه الناجحة على غرار خليني بجنبك، يا حنيّن، انت الكل في الكل، اش السر اللي فيك، نظرة عينيك .. كما قدّم جديده “محلاني عايش وحداني” والذي لاقى تفاعلا كبيرا من الحضور.
وفي لفتة إنسانية، توجّه محمد الجبالي بتحية لـ فلسطين من خلال أغنية “أنا بتنفس حرية” لجوليا بطرس والتي ترمز الى صمود الشعب الفلسطيني، وهي ليست المرّة الأولى التي يعبّر فيها الجبالي عن دعمه للقضية سواء بالغناء أو بمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
محمد الجبالي أثبت على مدار 3 عقود أنّه فنان شامل واستثنائي بكلّ المقاييس ونجاحه في الغناء لم يمنعه من تطوير موهبته التمثيلية التي نضجت بمرور السنوات، واختار في سهرة اختتام مهرجان بومخلوف تقديم مقطع مقتضب من العرض الموسيقي الكوميدي “ع الصول” أشاد به الجمهور الحاضر على أمل تقديمه المسرحية كاملة في كلّ ولايات الجمهورية.

فسحة غنائية راقية سحرت جمهور الكاف مساء الأمس، وبالفعل كان ختام المهرجان مسك مع فنان متعدّد المواهب غنّى وأطرب وأمتع وارتقى بالذائقة الفنية التي شهدت مؤخّرا تدنّي وابتذال، محمد الجبالي الذي أثبت بجدارة أنّه مدرسة متفردّة واختياره مؤخّرا لتمثيل تونس في مهرجان جرش خير دليل على أنّه فنان شامل ولو كانت الظروف الإنتاجية في تونس تضاهي غيرها من الدول لكان اسمه يحلقّ في سماء العالمية.

أميرة الشارني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى