اختتام تظاهرة “تويزة” بسمّامة: من الحرفي الفلاحيّ إلى الملتقى الفكري
احتضن المركز الثقافي الجبلي سمّامة تظاهرة ثقافية تربوية بعنوان “تويزة” نظمتها كنفيدرالية تعليم الكبار الألمانية بالتعاون مع الفضاء الجبلي واتحاد المرأة وإدارة تعليم الكبار ومنظمة أطلس وعديد الجمعيات التونسية والجزائرية والافريقية التقت إحياء لتقليد “تويزة” المغاربي والذي يعني التعاون بين السكان في نشاط فلاحي كالحصاد او جني الزيتون أو حرفي كنشف الصوف وغزله.
مديرة الكنفيدرالية الألمانية لتعليم الكبار في شمال إفريقيا الجزائرية دنيا بن ميلود أكدت في كلمتها على مراهنة المؤسسة التي ترأسها على نحت عمل ذكي في العمق التونسي والجزائري انطلاقا من تعليم الكهول وصولا إلى تاطيرهم وإدماجهم في سياق تنموي مستلهم من محيطهم الطبيعي والاجتماعي. ميلود أكّدت للحضور التونسي والجزائري والإفريقي ان “تويزة” ستكون نواة تصوّر متكامل لا تظاهرة فحسب فهي البنت الطبيعية لثقافة الفلاحين وللرعاة وسكان الجبال الذين عبروا من خلالها على تضامنهم الاقتصادي والاجتماعي قبل ان تصبح هبّتهم العفوية مشروعا تشريعيا كبيرا.
تظاهرة تويزة شاركت فيها من تونس الإدارة العامة لتعليم الكهول ممثلة في مديرها العالم السّيّد علي الفالحي والاتحاد الوطني للمرأة التونسية ممثلا في رئيسته السيدة راضية الجربي وفي وفد من هيأته ومنظمة أطلس التي حضر رئيسها السيد رفيق بن جدو ومؤسسها السيد صالح حناشي. من الجزائر حضرت جمعية أصالة من الجلفة وجمعية أفود بجاية وجمعيّة اقرأ ومنظمة “أوقران” للثقافة الشعبية كما حضر الكاتب توفيق عوني والسينمائية الشابة بكرة التونسي ووفد إعلامي مثل الصحافة المسموعة والمرئية. الحضور الإفريقي كان من خلال جمعية الدا وشبانها الذين قدموا طريقة عملهم في تونس ومشروعهم الثقافي والتنموي.
هذه الاحتفالية الشاملة على سفح جبل سمّامة تخللتها جلسة أشرف عليها السيد حاتم الرياحي معتمد سبيطلة والسيد بلموساوي مصطفى نائب القنصل الجزائري بالكاف واتسمت بالعفوية وشارك فيها ممثلو المنظمات وكان موضوعها إسهام المجتمع المدني في تنشيط الحدود التونسية الجزائرية من خلال مبادرات ميدانية نوعية انطلاقا من نموذج “تويزة”.
“تويزة” حرّكت شجن الحضور إذ لم تكن عنوانا فقط بل كانت شكل التظاهرة من خلال شكل الجلسة الدائري والجلوس على حصير الحلفاء وأنشطة حرفية كنشف الصوف وغزله وإعداد جماعي للفطور وورشات صناعة الناي التقليدي “القصبة” والحلفاء والتصميم الاجتماعي والنحت، وهي أنشطة يدوية وفنّية تكاملت مع الجلسات الفكرية في نفس الفضاء، في حين كانت اهازيج الرعاة تؤثث اللقاء وتضفي على “تويزة” أجواء احتفالية أصيلة إذ تغنى المنشدون بالجزّ وموسم الحلفاء وبالإكليل والقطيع.
رعاة سمّامة اختتموا التظاهرة باجوائهم الإيقاعية والموسيقية الاصيلة إذ أنشدوا “الركروكي” و”العبيدي” وتفاعل الحضور النوعي مع الدرّازي والحجّالي في حين اتفق الجميع على مواصلة حلقة التفكير الجماعي “تويزة” إنجازا لعمل جماعي دائم.