تفاصيل جديدة في واقعة وصول طفلة الـ4 سنوات إلى ‘لامبيدوزا’ بمفردها
أثار وصول طفلة الأربع سنوات إلى جزيرة “لامبيدوزا” الإيطاليّة، بمفردها، في رحلة على متن مركب هجرة غير نظاميّة، جدلا واسعا في تونس وإيطاليّا، وقد تداولت العديد من وسائل الإعلام المحليّة والعالميّة هذا الخبر.
وفي تفاصيل الواقعة، انطلق مركب “الحرقة”، من سواحل الشرف بمعتمدية البقالطة التابعة لولاية المنستير، وقد كانت على متنه طفلة الأربع سنوات، بمفردها، بما أنّ والدها لم يتمكّن من اللحاق بها رفقة زوجته وابنته الثانية.
وقد تحوّلت إيناس الهمّامي، مراسلة “موزاييك”، إلى معتمدية صيّادة، مسقط رأس والدة الطفلة، وهي في العقد الثالث من العمر، عاطلة عن العمل، وحامل بطفلها الثالث، أمّا الأب فهو صاحب “كشك” صغير للأكلات الخفيفة، وفق رواية شقيق الزوج.
وحاليّا، الزوجان محتفظ بهما، ومن المنتظر أن يمثُلا غدا الجمعة، أمام وكيل الجمهوريّة بالمحكمة الابتدائيّة بالمنستير.
وفي تصريح لموزاييك، أفاد شقيق والد الطفلة، بأنّ العائلة الموسّعة لم تكن على علم بتخطيط الزوجيْن إلى “الحرقة”، مشيرا إلى أنّ شقيقه وضع ابنته على متن المركب، وعاد لإلحاق زوجته وابنته الكبيرة، بيدا أنّ “الحرّاق” اضطر إلى الإبحار، بعض أن تفطّن إلى أضواء خيّل له أنّ مصدرها الحرس البحري.
وعن الأسباب التي دفعت الزوجيْن إلى الهجرة، يقول المتحدّث إنّ “ابنة شقيقه التي تبلغ من العمر 7 سنوات -التي لم تكن على متن القارب- تُعاني من مرض بالقلب منذ ولادتها، وعائلتها تشكو منذ سنوات، صعوبات في الإجراءات العلاجيّة، لذلك خيّرت الهجرة إلى إيطاليا لمعالجتها..”، وفق رواية شقيق والد الطفلة.
وفي هذا السياق، كشف المتحدّث أنّ الملف الطبّي للطفلة التي تُعاني من مرض بالقلب، موجود في الحقيبة، مع طفلة الأربع سنوات الموجودة حاليّا في مركز رعاية في إيطاليا.
من جهته، أفاد المساعد الأوّل لوكيل الجمهوريّة بالمحكمة الابتدائية بالمنستير فريد بن جحا بأنّ هذه الواقعة تكتسي شبهة الاتّجار بالبشر، وذلك من خلال “تضارب تصريحات الأب، وعدم ملاءمة المبلغ المدفوع للمشاركة في عمليّة الاجتياز مع الوضعيّة الاجتماعيّة لتلك العائلة، فضلا عن رصد اتّصالات بين الوالد وأحد الموجودين في إيطاليا والتنسيق معه حول وضعيّة الطفلة إلى جانب محادثات في وسائل التواصل الاجتماعي تؤكّد شبهة الاتّجار بالطفلة”.
وينتظر عند إحالة الأبحاث على النيابة العموميّة أن يقع فتح تحقيق في جرائم تكوين وفاق، يهدف إلى اجتياز الحدود البحرية خلسة والاتّجار بالبشر ضدّ طفل وباستخدامه، استنادا إلى قانون 3 أوت 2016.
وكان العميد حسام الدين الجبابلي الناطق باسم الحرس الوطني قد أكّد أنّ والد الطفلة كان وراء العمليّة لكي يتمكّن من اللحاق بها رفقة زوجته وابنه (7 سنوات)، قائلا: ”الوالد هو اللّي حبّ يحرّق بنتو وتم الاحتفاظ به وزوجته”.
وأضاف الجبابلي، في تصريح لبرنامج ”RDV9” على قناة التاسعة مساء أمس الأربعاء، أنّ والدي الطفلة سلّما منظم عملية ”الحرقة” مبلغا قيمته 24 ألف دينار، لتمكينهما رفقة طفليهما من اجتياز الحدود البحرية خلسة، كاشفا أنّهما لا يتعاونان مع السلط الأمنية في الإيقاف للوصول إلى ”من استفاد.. ومن نظّم.. ومن نفّذ هذه العملية؟ ‘