وزارة التربية: قرارات اعتباطية تهدّد التلميذ وحياته الصحية
التونسية
شهد عدد الإصابات بفيروس كورونا في صفوف الوسط المدرسي نسقا تصاعديا خلال الأيام القليلة المنقضية حيث وصل الإجمالي، وفق آخر احصائيات وزارة التربية، إلى 4209 إصابة منها 3350 إصابة في صفوف التلاميذ.
3350 تلميذا أصيبوا بفيروس كورونا منذ بداية العودة المدرسية في شهر سبتمبر مع تسجيل حالة وفاة لتلميذة أصيلة ولاية جندوبة منذ 3 أيام، وبالرغم من هذا الرقم المفزع لم تتفاعل وزارة التربية ولم تحرّك ساكنا وارتأت أنّ الحلّ الأنسب هو عدم إيقاف الدروس والاكتفاء بعزل المصابين لمدّة 5 أيام ومزاولة الدراسة دون الاستظهار بتحليل سلبي!
سياسة تنتهجها وزارة التربية بتزكية من اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا تطرح عدّة تساؤلات، سياسة غير مدروسة وضبابية، أصدرت في بداية الموجة بلاغا يقضي بغلق الفصول والمؤسسات التربوية التي تسجّل انتشارا للفيروس لتلغي لاحقا هذا القرار وتكتفي بعزل المصاب مع التنصيص على ضرورة احترام البروتوكول الصحي.
وهنا نتساءل عن أيّ بروتوكول صحي تشير الوزارة وأغلب المدارس خاصة في الجهات والمناطق الريفية تفتقد الى الماء والكهرباء وجدرانها آيلة إلى السقوط، عن أيّ بروتوكول نتحدّث والعديد من الأقسام تستقبل 40 تلميذا دون تهوئة ودون تباعد، إلى أيّ بروتوكول تدعو والطفل ذو الستّ سنوات ليس لديه الوعي الكافي بخطورة فيروس كورونا ولم يقتنع يوما بارتداء كمامة واستخدام معقّم اليدين لو تمكّن بالأساس من اقتناءهم.
هل قامت وزارة التربية بالبحث عن حلول وبدائل للتلاميذ المصابين وكيف يمكنهم تدارك الدروس والامتحانات؟ هل كرّست الوزارة مبدأ تكافئ الفرص بين هؤلاء وبين زملائهم ومدى تأثير ذلك على صحتهم النفسية؟
وربّما ما يثير الدهشة أكثر من موقف وزارة التربية هو استخفاف اللجنة العلمية بتأثيرات متحوّر ”أوميكرون” خاصة على الأطفال وهم غير ملقحين لا بل يتواصلون مع مدرّسين وإطارات وعملة لم يتلّقى أغلبهم التطعيم، اللجنة العلمية أقرّت أنّ المتحوّر الجديد لا يؤثّر على الأطفال ولا داعي للقلق، بينما في المقابل يحذّر مدير منظمة الصحة العالمية من سرعة انتشار هذا الفيروس ومدى خطورته على غير المطعمين وأنّه أكثر شيوعا من ‘دلتا’.
وزارة التربية التي تدفع اليوم بأبنائنا إلى الهاوية مطالبة باتخاذ قرارات حازمة وسريعة قبل فوات الأوان وأمامها خيارات عدّة أبرزها تقديم موعد العطل الدراسية لكسر حلقات العدوى أمام الانتشار السريع للفيروس إضافة إلى إجبار الإطارات التربوية على تلقّي التلقيح مع ضرورة القيام بحملات توعوية لفائدة الأطفال بخطورة الفيروس وكيفية الوقاية منه مع توفير الكمامات والمستلزمات الوقائية في كافة تراب الجمهورية خاصة المناطق النائية قبل أن يخرج الوضع عن السيطرة وتتفاقم الاصابات.
أميرة الشارني