الأشاعات في زمان الكورونا
بقلم : حافظ النيفر
كشف هذا الوباء مدى قدرة النفوس البشرية على الاستكانة إلى تصديق الأكاذيب والاشاعات التي ينسجها خيال مجرم أو معتوه أو شرير أو حاقد أو ساذج، فيقذف بها إلى الناس فتخترق عقولهم الضعيفة، وتقبع في مخيلتهم، فيتحولون بدورهم إلى جنود يدافعون عن تلك الكذبة بكل ما اوتوا من جهد وعزيمة وعنف أحيانا.
هذه آية صريحة لما عاشته البشرية على مر العصور والأزمنة، وهو ما يفسر التحريف والتشويه والتلفيق الذي طال المنهج الرباني الذي ارتضاه الله تعالى لعباده ووهبهم العقل ليكون ممحصا للحقيقة ودليلا لذلك المنهج القويم، ولكن الإنسان لجهله وغفلته وكسله، تخلى عن عقله واستكان للنقل، فكان الخسران المبين.
تذكروا فيديوهات الكذابين حول اختراع الطبيب كمون.
تذكروا فيديوهات تحريف ترجمة خطاب ميركل ليوحي بانها تتحدث عن كمون.
تذكروا فيديو تلاوة القرآن في الكونغرس وإخراجه من سياقه الطبيعي.
خلال الحرب الثلاثينية على العراق عام 1990 خرجت كذلك روايات وأحاديث من الكتب الصفراء تبشر بسحق القائد المغوار القادم على فرس ابيض لكل جيوش الروم المتكالبة على بلاد الرافدين.
ربما الانكباب على تحليل هذه الظاهرة سيكولوجيا واجتماعيا تساعدنا على فهم الأسباب الكامنة مع رواج الكذب في الروايات ليس بشأن أحداث التاريخ الغابرة بل حتى بشأن وقائع نعيشها اليوم.