الحرب و الكعكة اليمنية
كتبت:حكمة مصدق
حرب هجينة يبدو انها توقفت لتوها لكنها لم توقف نزيف اليمن و اهله .. يمن ممزق و مشوه المعالم و الملامح هذا ما سيخلفه ورائهم المتحاربون لكن ليت المأساة تنتهي عند هذه النقطة .
ان اسوا ما في هذا النوع من الحروب الذي تتداخل فيه الاطراف و تتعدد المصالح و الاطماع ليس الحرب نفسها بل ما يعقبها “الحفلة التي ستقسم فيها الكعكة ”
صارت نوايا التقسيم واضحة و صريحة و اليمن ليس الا مستعمرة مع وقف التنفيذ او بالاحرى هي مجموعة مستعمرات سيكون لكل دولة محاربة منها نصيب. و خلال مراسم التقسيم السرية لن ينسى احدهم نصيب الشعب اليمني من الكعكة و الذي سيرمى له النصيب الاكبر من “المعاناة ” .
الحرب سارت ببطئ نحو النهاية لكن في غياب نوايا حقيقية للسلام و الوئام او اعفاء الشعب اليمني من الالام …غياب الحرب الحالي لا يلغي حضور اطرافها في كل اجزاء اليمن .. حتى الانسحاب الذي تدعي الامارات انها قامت به ليس حقيقيا ..لان 90 ألف جندي قامت بتدريبهم مازالوا موجودون في ارضها .. للامارات في اليمن الاف الجنود و للسعودية ايضا ما يزيد هذا الى جانب الاليات العسكرية التي تزيد عن عدد الافراد .
لم تحقق المملكة العربية السعودية و لا صديقتها اللدودة الامارات النجاحات المرجوة و عجزا عن كسر الهلال الايراني في اليمن لكن مازالت فرصة اقتناص ما يمكن اقتناصه من اراض يمنية “سهلة المنال ” لا يضطرون من اجل نيلها الى مواجهات مع العدو الايراني .
و لمزيد دعم هذا المخطط لا بد من القيام ببعض الاجراءات التي تخدم عملية التقسيم و تشرع الوجود العسكري للسعودية و حلفائها في اليمن كان لا بد من دعم الحكومة الشرعية في اليمن و احتضان اتفاق الرياض و محاولة اخراج نفسها في صورة الراعي للسلام و الوئام .
الا انها في الحقيقة تعمل هي و حلفائها على زرع نفسها كالالغام في جسد اليمن المنتهك و كل من يحاول ازالة هذه الالغام فقدره المحتوم التشظي . .