وحيدة الدريدي تكشف أسرار مسلسل:” أولاد مفيدة 5
كتبت الممثلة وحيدة الدريدي
آخر اليوم من يوم آخر من التصوير …
درس جديد للحياة و الفن، من شاب لا يتجاوز 37 سنة،
ذلك المبتسم دوما يلتقط صورتي من خلف كاميراه
و يحاول ضبط حدود الصورة،
أبتسم عندما يلتفت إلي..مشيرا بصمت ليحدد لي حدود الإطار بصمت : large, prp, prt, plan américain…
لأحدد حركتي و مساحتها…
شاب في مقتبل العمر من فريق الحوار التونسي …شاب يعمل في مسلسل أولاد مفيدة الجزء الخامس ..
انطلق مع المسلسل من الجزء الأول …
يحافظ دوما على الضحكة و الابتسامة و هدوء الصوت ..بلحيته المضطربة بعض الشيء ..و قبعته الرياضية الصغيرة … رغم لمحة الحزن في بؤبؤ العين …
تغيب البارحة عن التصوير.. و عاد صباح اليوم شاردا بعض الشيء .. يقاوم ثقل الحركة بوهن صغير ..أحسست القلب حزين …
انطلق اليوم من السادسة صباحا قبل الخيط الأول من الشمس..و أنتهى بعد رحيل آخر خيط من الشمس…
كان يوما مرهقا … وضع الكاميرا و انحنت كتفاه تعبا وهو يسير إلى الخارج … مر بجانبي لمست كتفه قلت :” هل أنت بخير ؟ حاول ان يدفع بابتسامته إلى أخذ أكبر مساحة من وجهه و قال :” نعم … مدام لباس .
و فجأة أحسست أن خلية النحل من حولي من تقنيين توقفوا و نظروا إلي .. أحسست كل السواعد ثقلت لكن الوجوه حافظت علىابتسامة هادئة و حنونة…( احسست ان هناك سرا و لحمة يتقاسمها فريق العمل)
عدت إليه بنظري: ” لانك تغيبت سألت ..فأنت حامل صورتي إلى الناس صديقي الشاب”
ابتسم و قال:” ذهبت مع زوجتي لأنها متعبة إلى الطبيب، ”
قلت و انا أتوقع أنها تعرضت لبعض البرد او الانفلونزا..:” هل هي بخير.
أجاب :” مرت حصة الكميائي بخير وقريبا ستتعافى”
أحسست الكلمات عالقة:” منذ متى؟”
أجاب:” نحارب منذ 9 أشهر حينما اكتشفنا المرض، ”
أتم الجملة مصحوبة بابتسامة مجاهدة و رفع ذقنه و رسم الأمل على وجهه .: ستكون بخير،
أجبته بصوت لا يقبل الهزيمة:” نعم صديقي الشاب أكيد ستكون بخير و ثابتة إلى جانب أبنائها مثل ثبات إطار صورتك و ابتسامتك الصبورة .. تصبح على خير واحمل تحياتي إليها..
ثم التفت إلى من أسميتها أنا ممازحة “الفرعونة” ..
صديقتنا السكريبت، وجدتها مبتسمة:” نعم كل الابتسامات في الفريق تحمل أحزانا نتركها وراءنا و نحمل الابتسامة معنا ..تضيء مع كل الكشافات الكهربائية إلى جانبنا … لنضيء الكاميرا ..و نسمع صوت المساعد :” moteurs demandés.
و صوت المخرجة:” action..
أصوات نرسلها إليك سامي الفهري حيث أنت … لنقل لك جميعا … هناك غد ينطلق فيه شعاع شمس خجول جميل.