الوطنية

مؤتمر برلين…الديبلوماسية التونسية تقصي نفسها

لم تسطع تونس رغم قربها الجغرافي من ليبيا والتصاق عمقها الاستراتيجي بتقاطعات تاريخية و ثقافية أن تجعلها حاضرة في مؤتمر برلين حول إمكانيات الحل في ليبيا ، ففي الوقت الذي يشكل هذا المؤتمر حورا لابرز القوى الفاعلة في المنطقة لإيجاد الحل و طرح التصورات الممكنة لوقف نزيف سيلان الدم فان تونس عجزت أن تبني لنفسها منهاجا دبلوماسيا يضمن لها حضورا في هذا المؤتمر.
و يوضح الخبراء أن الدبلوماسية التونسية تعيش حالة عطالة لاسيما بعد ان تسببت في هذا السقوط المدوي للسياسة الخارجية منذ الاستقلال الذي- برأيهم- يتحمله العقل السياسي التونسي وحده الذي عدل مساره في السنوات الأخيرة على العبث في العلاقات الخارجية فلا منهجية الترويكا في بدايات 2011قامت بتعزيز مكانة تونس و لا حكومات التوافق بعدها استطاعات استعادة البريق الديبلوماسي و لا توجهات قيس سعيد في 100يوم الأولى لتوليه الرئاسة تبرز هوية واضحة للحكم و للعلاقات الدولية
ان أزمة الديبلوماسية التونسية هي نتاج تقصير داخلي و لا يمكن للعقل التآمري أن ينسحب حتى على متوسطي الذكاء ، فلا مصلحة لأي دولة إقليمية أو قارية أوروبية كانت او عربية في اقصاء تونس.
و يرى مراقبون أن تصريح الدبلوماسي السابق احمد ونيس لوسائل الاعلام بأنّ الموقف التونسي يتماهى مع الموقف الألماني الذي لا يرغب في أي تدخل عسكري أو سياسي في ليبيا قد يكون الدافع الذي جعل ألمانيا الدولة المضيفة ترى أنه لا ضرورة لاستدعاء تونس مجانبا للصواب ، لتونس لم تسع عبر أدواتها الديبلوماسية و الأوراق التي كان بالإمكان ان تلعبها للحضور في ليبيا، و أن الواقع السياسي التونسي الداخلي يتحمل المسؤولية كاملة في هذا التخبط في المواقف الدولية
و يؤكد مراقبون بأنه إذا تواصلت هذه المنهجية في الديبلوماسية التونسية فان تونس ستكون محكومة بالعزلة إقليميا و مع على رئيس الجمهورية قيس سعيد أن يتجاوز مرحلة العون الذي انطلق من سنوات الترويكا الى مرحلة جديدة تحدد اليات العمل الديبلوماسي ، لانه يعتبر دليل ضعف و هروب من المسؤولية.، وفق متابعين.

عبد الكريم العبيدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى