كلمة حرة

وحيدة الدريدي :”كفوا عن النفاق والإجرام تفشى في غياب حكومات وطنية وحكم مافيا الاحزاب”

 

كفوا عن النفاق..

أوجه كلامي إلى الذين يحيلون تصاعد الإجرام في تونس إلى مسلسل اولاد مفيدة و شورب، و يتقاسمون صور المسلسلات..

ترنون إلى الهروب إلى الأمام.. الإجرام تفشى لأن مافيا المخدرات و التهريب ملأت البلد في غياب القانون و الردع في غياب حكومات وطنية ..في غياب اقتصاد وطني في خدمة الصناعة الوطنية و التشغيل .. في حضور أحزاب هي نفسها مافيا في خدمة بيع البلد ..بأهله..في ظل التعويضات المشطة و العفو التشريعي العام و تعيين عشوائي لاناس لا كفاءة لديهم ..مما افلس الدولة و ساهم في بطالة الكفاءات … في ظل تفشي الرشوة و دعه يمر و لا رادع
..و لا احترام لمبدإ و لا لوطن ..و لا شعور بانتماء …

شورب عاش هنا و في هذه المدينة ..و لم يأت من عدم
و اولاد مفيدة صور موجودة ترونها كل يوم و تتجاهلونها ..

ترفضون فضح الصورة و معالجتها ..ترفضون الاعتراف بانهيار الأسرة و التعليم و الثقافة الجادة … ترفضون الاعتراف بأن العائلات تعجز عن حماية أبنائهم من خطر الشارع ..ترفضون الوقوف و مطالبة الدولة بالضرب بقوة على يد تجار المخدرات و أقراص الهلوسة …
كالعادة …(و الله كنا في المدينة الفاضلة و المسلسلات خربت المجتمع ..و الله لا وجود لرجل خائن و لا لامرأة أخطأت طريقها يوم أضاعت البوصلة لان زوجها مدمن
على الكحول لدرجة انه يتبول في فراشه و في الشارع
أمام الخلق … )
لا وجود لهذا ..لا وجود لشباب يصل إلى الإدمان لان المخدر يصل إلى يديه اسهل من قطعة خبز…
حكومات لا تملك ذرة وطنية و القضاء لا يضرب بشدة
..و ان ضرب … يأتي العفو الرئاسي ليعيدهم إلى الشارع الإجرام…
ثم ماذا … منافقون يغرسون رؤوسهم في التراب ..كالنعامة و مؤخراتهم تصرخ أنها الفاحشة ..بئسا لقوم لا يواجهون صورتهم حتى يتمكنوا من تغيير واقعهم …
أول خطوة للتغيير ..هو كشف الواقع و مواجهته …
في النهاية مئات من الشعب ..رغم كل ما يرونه و يعيشونه من مقت و جلد لقوت يومهم ..يرنون انتخاب نفس المجرمين أو الفاشلين أو تجار الدين ….و يرنون غدا افضل … قمة العبثية الوجودية …[highlight][/highlight][highlight][/highlight]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى