سيماء المزوغي تكتب لكم:لا حياد مع الجهل والوضاعة والحقارة وقلة الحياء
ربما أصبح من الصعب اليوم مطالبة الرأي العام التونسي، بمختلف مكوناته، بأن يكون غير محايد تجاه تدني المستوى الأخلاقي للعديد من المنخرطين في الشأن السياسي، ناهيك عن الجهل والوضاعة والحقارة، و”الضربان تحت الحزام”، و”قلة الحياء” هذه
الآفات التي تنخر المنظومة القيمية الإنسانية عامة، ربما أصبح من الصعب اليوم أن يستفيق التونسي من حالة اللامبالاة التي تعصب عينيه تجاه السلبية والعجز، تجاه الشعارات الرنانة و البعيدة كل البعد عن الواقع، تجاه الابتزاز العاطفي والإيديولوجي.. تجاه فنون الشعبوية إلخ…
وكما يغرق المواطن في لامبالاته أكثر، يغرق العديد من السياسيين أو من المنخرطين في الشأن السياسي في لامبالاتهم أكثر أيضا وتماديهم في عنجهيتهم أكثر.. وكأنهم تناسوا درس 14 جانفي 2011..
وكأنّ التونسي اليوم لا يريد قبول الواقع إلا من خلال الأحلام الوردية، إلا من خلال هذا المختار الذي سيغير كل شيء بعصاه السحرية.. هذه الأحلام التي تتشكل من خلال حشد الرأي العام وحتى تحريضه باسم العواطف الجهوية أو القومية أو الإيديولوجية أو السياسية أو النقابية أو حتى الكروية.. لم يعد اليوم بالإمكان اجترار هذه العواطف نفسها خلف أقنعة جديدة للغاية نفسها.. وهي حشد الرأي العام. لأنّ كل هذه الطرق لا تكرّس غير العجز والإخفاق والمزيد منه، مع أنّ النجاح فردي والإخفاق لا يكون إلا جماعيا بامتياز..
ربما علينا اليوم أن ندفع، كل من مكانه لإيقاف هذه السلبية وهذا العويل، وأن نجدّد الخطاب، خصوصا ونحن في سباق انتخابي، سيسعى الساعون فيه إلى حمل مناديل الاستعطاف واستحضار الشنفريات دون أن ننسى اختلاق المعارك الدونكوشيتية، وخصوصا البهلونيات الشعبوية..