كلمة حرة

أيمن قريسة يكتب :خطأ طبي قتل 11 رضيعا و خطأ انتخابي قتل 12 مليون تونسي.

محمد درويش قال ذات يوم ” كيف نشفى من حب تونس ”

لو بقي محمد درويش حيا لحد اللحظة لتأكد من الاجابة وهي الهجرة بصفة عامة.

نعم اصبحنا نحن الشعب التونسي من إطارات وأكفاء نطلب الهجرة قبل البسطاء والفقراء، لماذا ؟ لأن الدولة تدفعنا الى الهروب من واقع سطره ساسة انتهازيون وصلوا صدفة الى الكرسي فانتقموا من الشعب الذي جعل منهم حكاما.

من منا لا يتذكر حادثة امينة فيمن وحرق القرآن في مسجد الفتح بلافيات ، من منا لا يتذكر الاحداث الارهابية التي تخرج علينا في كل موعد وزمن ، حادثة مقتل شكري بلعيد ، حادثة مقتل الحاج البراهمي، حادثة مقتل الشرطة والامن تارة والجيش تارة اخرى…

عديدة هي الاحداث وأبرزها الان مقتل الرضع بمستشفى الرابطة ومازالت الاحداث ستقع طوالا في هاته السنة الخاصة جدا.

انا مواطن تونسي بسيط ، انعم بالتغطية الاجتماعية وبمرتب بسيط لايمكنني من قضاء حاجياتي كلها لكن الحمد لله أشتغل وأعود للبيت افتح التلفاز للفرجة على البرامج التونسية فماذا اجد ؟

اجد مريم الدباغ تتحدث بعنطزة على الرجل التونسي وعلى ملايين مهدورة في طماطم لشينو كلبها الوفي ، أجد برامج تافهة تتحدث بغشة وبالفاظ جنسية لجلب الانتباه ، أجد مقابلة كرة قدم تقف ٣٠٠٠ مرة في الدقيقة ومشاكل وضرب وتكسير ، أجد بعوضا اصبحوا مشاهير جراء الصندوق المضيئ التلفاز … فماعساني افعل ؟

افتح الفايسبوك للبحث عن معلومة او نصيحة او اي شي فأجد “ولد عواطف” في عرس ، اجد قروبات لايف لأشخاص تافهين واجد عدة اشياء لا تكتب هنا في مقال بل تحكى بدار الصحفي بين الزملاء .

 نأتي الان للسياسة ، غلبت النهضة سنة ٢٠١١ واول قرار تاريخي تتخذه هو منع تمرير قانون الاقصاء والذي منح الفرصة للسياسيين المنعزلة بالظهور.. لست ضد الظهور لكن الشيئ في تزايد وأصبحت تونس حربا سياسية بين هذا وذاك

في حادثة الرضع التي سأتحدث عنها مرت امامي تدوينة لقيادي بنداء تونس ينعى الرضع ولكن ركز على تحميل المسؤولية لحزب الشاهد ” تحيا تونس” فيرد عليه قيادي بالحزب لينعته بأبشع النعوت ويدخل على الخط حزب العايدي ليشتم وأصبحت حربا بينهم.

 فهل هاته هي المشكلة الاساسية ؟ مصالحكم السياسية قبل أي شي ؟ قبل وفاة الرضع ؟ قبل محاسبة القتلة ؟

يعني مشكلتكم الاساسية هي الهروب بحزبكم بعيدا ونعت الباقي بالقتلة ؟ انسيتم انكم كنتم حزبا واحدا وتفرعتم ؟

 نأتي الان للحادثة الخطيرة والتي لن تكون الاخيرة وهي حادثة الرضع ، هل تعلمون ان هناك من بين اهالي الضحايا ام انتظرت مولودا منذ ٨ سنوات وهي تعاني العقم ولما رزقها الله برضيع قتلتوه ؟ من سيأخذ حق هاته المرأة ؟ اجيبوني … هل استقالة وزير صحتكم كافي ؟ هل لكم افلاذ كبدة وتعلمون مامعنى تنتظر ٩أشهر وبعد ذلك تجده ميتا ؟

 اتعلمون ان احدى هاته العائلات هي مشروع عائلة ارهابية ؟ هل تعلمون ان احدى هاته العائلات ستنتقم وباي وسيلة ما لإشفاء غليلها؟ هل فهمتم الان من اين يأتي الارهاب وكيف يتم الاستنجاد به ؟ ضحايا يصبحون ارهابيين بقدرة قادر

 شوية ظلم وقتل روح بشرية بريئة وقهرة تجعل منه ارهابيا دون تردد

لست ابرر الارهاب ولكن هذا هو الواقع ، فنحن نعيش مستنقعا وليس في دولة تحترم شعبها لا . فالسلطة التونسية لا تحترم هذا الشعب وهنا اتحدث عن الدولة من رئاسة الى مجلس نواب الى رئاسة حكومة الى ادارات .

 كل همكم هو الكرسي ولا غير ذلك ، قبل ايام والية باردو تنعت مخاطبها بماوراء البلايك ومن ثم تعتذر فهل اعتذارك مقبول ؟ هل انت ابنة باردو اصلا قبل ذلك ؟ شوية سلطة ويصبحون فرعونا في هاته الدولة واتذكر حادثة البوليس الذي صفع محاميا في سوسة واعتذر منه قائلا له : اعتذر كنت اظنك مواطنا .. نعم هذا مايحدث في وطننا البسيط.

 وطننا يتخبط منذ ٢٠١١ وكل ينهش الاخر ، كنا نعاني سارقا فأصبحنا ١١ مليون سارق ومرتزق وهنا اتحدث على الشعب التونسي الذي خرج من رحمه سارق البوسطة وسارق ديوان السياحة وسارق البنك وقاتل العجوز ومغتصبها وقاتل الرضع واغتصابهم و العديد العديد من الأمثلة التي تتجاوزني حاليا.

وأتمنى ككاتب للمقال ان تقرأه سفارة دولة ما لعلها تتفهم وضعية الكاتب الذي يتمنى الهروب وأؤكد الهروب من هذا الوطن الذي سيجعلني يوما ما اما مجرما او مختلا عقليا بمستشفى المجانين

بقلم أيمن قريسة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى