الشاف مهدي الزريبي يتألّق دوليًا في مسابقة L’Assiette Gourm’Hand ويؤكد قدرة أصحاب الهمم على التميّز في المطابخ الراقية

احتضن مطعم Le Baroque بتونس العاصمة، مساء أمس الأربعاء 26 نوفمبر 2025، الندوة الصحفية المخصّصة للاحتفاء بالتتويج المرموق الذي حقّقه كل من الشاف مهدي الزريبي والمدرّب الشاف بلال الوشتاتي، بعد حصولهما على المرتبة الثالثة في الدورة العشرين لمسابقة L’Assiette Gourm’Hand.
وجرت فعاليات الندوة تحت إشراف الشاف منير العارم والشف محمد أكرم شريف، بحضور عدد من الإعلاميين والمهتمين بالمجال.
ويُعدّ هذا التتويج إنجازًا نوعيًا، إذ يسلّط الضوء على قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة وإمكاناتهم الحقيقية في المهن الاحترافية، ويعزّز أهمية الإدماج الفعلي داخل المطابخ المهنية. فقد نجح مهدي الزريبي، البالغ من العمر 39 عامًا والمصاب بمتلازمة داون، في فرض اسمه بقوّة داخل المسابقة الدولية، مستفيدًا من خبرته في مطعم Le Baroque حيث يعمل منذ جانفي 2020، ومن مرافقة مدربه الشاف بلال الوشتاتي الذي ساند مساره منذ بداياته.
وأُقيمت هذه الدورة بمدرسة Sainte-Marie بمدينة باييول شمال فرنسا، بمشاركة 16 فريقًا من ست دول: فرنسا، إيطاليا، المغرب، تونس، بلجيكا وسويسرا. وتمكّن الفريق التونسي من لفت الأنظار بفضل جودة الأطباق المقدمة والالتزام اللافت بالمعايير البيئية، وهو ما أهّل مهدي للفوز بجائزة خاصة في البيئة والتنمية المستدامة.
وقال المدرّب بلال الوشتاتي في كلمته:
“مهدي منضبط، متحمّس، ومحبّ لمهنته. هو ليس مجرد متدرّب، بل شريك عمل وصديق وفيّ. التفاهم بيننا ينعكس حتى داخل أفران المطبخ، وأنا واثق أنّ مستقبله سيكون باهرًا لما يمتلكه من موهبة وقلب كبير.”
ومن جهته، عبّر مهدي الزريبي عن طموحه الكبير في مواصلة مساره في عالم الطهي، قائلاً:
“أتمنى أن أواصل التطور في هذا المجال وأن أحقق نجاحات أكبر.”
وتعدّ مسابقة L’Assiette Gourm’Hand، التي أُطلقت سنة 2003 بمبادرة من الشاف Benoît Flahault وبدعم من الأكاديمية الوطنية للطهي الفرنسية، من أبرز المسابقات الدولية التي تُعنى بإبراز مهارات الطهاة من ذوي الإعاقة وتشجيعهم على الاندماج في عالم المطابخ الراقية.
ويأتي هذا النجاح ليعكس نموذجًا ملهمًا في دعم إدماج أصحاب الهمم داخل سوق العمل، في وقت لا تزال فيه نسبة البطالة في صفوف الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية مرتفعة. كما يُبرز الدور الريادي للشاف منير العارم الذي فتح أبواب مطعمه أمام موهبة مختلفة، مقدّمًا نموذجًا يُحتذى به في تشجيع الإبداع وتحطيم الصور النمطية.


