رقوج يفتتح الدورة 59 لمهرجان الحمامات الدولي

كتبت ذ:حليمة السويسي
أمام شبابيك مغلقة افتتح أمس الجمعة 10جوبلية 2025 الأخوين عبد الحميد وحمزة بوشناق الدورة 59 لمهرجان الحمامات الدولي بعرض “رقوج”، العرض الذى حول فيه عبد الحميد بوشناق مسلسله إلى عرض مسرحي غنائي فرجوي.
للوهلة الأولى التي تدخل فيها إلى مسرح الحمامات تندهش بتوضيب الركح حيث اهتم بوشناق بأدق التفاصيل فنجح في نقل الجمهور من المدارج إلى رقوج القرية،لتنطلق رحلة دامت لأكثر من ساعتين انقطع فيها الحضور عن الواقع وغاص في عالم رقوج وتحول من مجرد متلقى لجزء من العرض حيث كان كورال للفنانين تارة وشريك في الحوار تارة أخرى.
ويعتبر تحويل مسلسل حقق نجاح جماهيري كبير يتكون من جزئين إلى عرض بسعتين تحدى كبير لكن بعد مشاهدة العرض يمكننا الجزم أن الجمهور كان شريك رئيسي في عملية الانتقاء حيث قام بالأساس على المشاهد التي لقيت رواجا كبيرا على مواقع التواصل الإجتماعي.
وفي هذا الإطار أكد عبد الحميد بوشناق مخرج العرض خلال الندوة الصحفية التي عقبت العرض أنه أراد إمتاع الحضور بعرض مفرح بعيدا عن التراجيديا مبررا بذلك إسقاط العديد من الأحداث وتغييب العديد من الممثلين الذين كان لهم دور رئيسي في المسلسل.
لعل رقوج العرض تجنب الدراما والتراجيديا لكنه لم يخلو من التطرق إلى العديد من الرسائل الاجتماعية والسياسية كالعاملات الفلاحيات وما يتعرضن له من التمييز وعدم المساواة كما تطرق للفساد الإداري والي حرية التعبير والملاحقات التي تعرض لها كل من يخالف راي السلطة والتي تصل للسجن.
من جهة اخرى اعتبر عبد الحميد بوشناق أن انجاز عرض الحمامات يعتبر معجزة حيث لم يكن هناك متسع من الوقت نظرا لإلتزام العمل مع مهرجان دقة ولإلتزمات العديد من العزفيين مع عروض أخرى في عديد المهرجانات .
وردا عن الانتقادات التي طالت مدة العرض وتكرار العديد من اللوحات،قال مخرج العمل أن العرض يتحسن من عرض لأخر كأي عرض مسرحي،مشيرا إلى أن العروض التي ترتكز على اللوحات الموسيقيةوليس تمثيل فقط لها طابع خاص حيث يجب على المخرج مراعاة الموسيقى.
وبهذا الخصوص ثمن عبد الحميد الدور البارز الذي لعبه شقيقة حمزة بوشناق في إعداد الموسيقي الخاصة برقوج الذي بدوره أثنى على ادى الموسيقين المشاركين في العرض.
وفي لفت لاقت استحسان جميع الحضور وجه صناع العرض تحيّة وفاء للفنان الراحل أحمد العبيدي، “كافون”، الذي وافته المنيّة يوم 10 ماي الفارط، والذي كان أحد أبرز أبطال العمل في موسميه الأول والثاني، حيث تمّ عرض صورته بتقنيات بصرية وفنية متطورة،باستعمال الذكاء الاصطناعي ظهر من خلالها مجسدا في شخصية “بوب” التي قدمها خلال المسلسل وكأنه يؤدي أغانيه مباشرة على الركح، في لحظة امتزج فيها الفرح بالحزن وبشعور الامتنان.
التكريم في عرض الليلة لم يقتصر على كافون إنما شمل العديد من الشخصيات الفنية الراحلة كياسر الجرايدي وغيره من الفنانين الذين غادرونا،هذا التكريم لم يكن مجرد لمسة وفاء، بل لحظة فنية وإنسانية جمعت بين الذكرى والاحتفاء، وبين الإبداع والوفاء، لتؤكد مرة أخرى أن الفنان لا يرحل طالما بقيت أعماله حية في الذاكرة والمسرح.