عالمية

ابران واجهت المؤامرة الكبرى

كتب:محمد عبد المؤمن
سننطلق من سؤال هو في الحقيقة مسلمة عند الكثيرين. ومعنى الكثيرين هنا المقصود به ما يحمله الوعي العربي منذ عقود وهو :
هل يمكن مواجهة الولايات المتحدة الامريكية؟
لماذا قلنا كونها مسلمة باتت عربية.
سنعود الى حرب 1973 وما قاله أنور السادات حينها رغم ان الجيش المصري استطاع حينها الحاق اضرارا كبيرة بالجيش الصهيوني: نحن نقاتل أمريكا لا اسرائيل .
ما يعنينا هنا ليس مدى صدقية ما قاله فالامر منطقي وواقعي لكن ما يهمنا هو البعد الاستراتيجي للموقف. اي ان هناك وعيا اونفسية خاضعة لا تتقبل امكانية مواجهة امريكا ومن ورائها اسرائيل فما بالك بالانتصار عليهما.
هذا التصور انبنى عليه وعي عربي كامل امتد لقعود طويلة بل لا نبالغ قلنا ان هذا التصور لم يتزعزع الا في حرب 2006 بين الكيان الاسرائيلي وحزب الله.

الوعد الصادق

عمد الكيان الصهويني خلال فترة المفاوضات يبن امريكا وايران حول برنامجها النووي الى تنفيذ هجوم غادر قيل اسرائليا كون التخطيط له امتد لاكثر من عقد من الزمن.
كان الاعتقاد من قادة الكيان كون ايران ستعمها الفوضى وسينهار النظام وتدمر امكانياتها العسكرية خاصة بعد ان تمكن الكيان من خلال عمليته الغادرة من اغتيال قيادات فاعلة في الحرس الثوري وعلماء نوويين من الطراز الاعلى.
هذه القراءة اسرائيلية بنيت على اساس تقارير استخبراتية لكن الخطأ الذي وقع فيه الكيان انه تصور كونه اذكى من صناع القرار في ايران واجهزتها الاستخباراتية .
ما حصل ان ايران رغم قوة الضربة التي تلقتها لم ترتبك الا ساعات قليلة وبسرعة كبيرة تم تجاوز الصدمة وبدأت العقول تفكر والايدي تفعل وتعمل.
الخطأ الآخر الذي وقع فيه الكيان هو انه استهان بقدرات ايران العسكرية وخاصة الصاروخية فصحيح انه توقع امتلاك ايران لقدرات صاروخية مهمة لكنه لم يتصور ولم يتوقع كونها بتلك القوة.
لم يتصور ان قبته الحديدية ستقف عاجزة في أحيان كثيرة ومرتبكة امام صواريخ باليستية وفرط صوتية واخرى متشظية.

قوة الايمان

لو عدنا الى المثال الذي اخذناه في البداية وهو موقف السادات في 73 وهو ما مثل عقلية عربية كذلك نريد ان نتساءل:
هل ايران كانت ضمن هذا الوعي؟
لا لم تكن ضمنه
كان لها وعي خاص
قد يكون مرتط بحضارة ضاربة في القدم هي حضارة فارس
قد يكون العامل روحاني مرتبط بقوة الايمان اي ان الهدف والقضية مقدسة وليست دنيوية فقط
سنولد المزيد من الاسئلة ومنها:
هل ايران فعلا اختارت المواجهة مع امريكا؟
قد يقول البعض ايران تواجه اسرائيل لا امريكا.
هذا تحليل او استنتاج خاطئ تماما فما قاله السادات منذ عقود صحيح وهو ان مواجهة اسرائيل معناه مواجهة امريكا.
فالاسلحة امريكية
والاهداف امريكية
والمال امريكي والمخطط امريكي
بالتالي فايران تدرك كونها تواجه امريكا لذلك فهي تتعامل مع اسرائيل بمنطق الامريكان الذين لا يحترمون الضعيف ولا يرحمون الضعيف.
لذلك ايران لا تترد في الرد عن اي عدوان.
وايران تدرك ايضا انها تواجه مؤامرة كبرى وقد تعاملت معها بمنتهى الحكمة والواعقية وفي نفس الوقت من دون تنازلات وتخل عن ماء الوجه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى