عزيًز بوستة أحد أبطال معركة بنزرت وهو ممًن عايشوا الأحداث الوطنية الكبرى
أصدر عزيّز بوستًة كتابه الذي يمثّل إسهاما نحن في أمسّ الحاجة إليه باعتباره ممّن عايشوا أحداث كبرى و مفصليّة في تاريخ تونس و في مقدّمتها معركة بنزرت التاريخية التي اختلفت الروايات حول أسباب اندلاعها و مجريات الأحداث.
و هذا مقتطف من كتاب عزيًز بوستة رحلة في قلب العواصف
” حينما شرع الحبيب بورڤيبة في تأسيس أركان الدّولة الوطنيّة وتمّ اختيار قادة تاريخيين لبناء المؤسّستين الأمنيّة والعسكريّة حصلت نقلة نوعيّة وأصبحت السيادة الوطنيّة الكاملة حقيقة موضوعيّة بشكل جعل معركة بنزرت الحاسمة والتاريخية حتميّة موضوعيّة للمستعمر وهو ما تمّ بالفعل من خلال الجرائم التي ارتكبها المستعمر في حقّ المدنيين وقوّاتنا المسلّحة ولكنّنا نجحنا في هذه المعركة على كلّ المستويات حيث نجحت القيادة السياسة في فضح ممارسات المستعمر وكسب تعاطف الدّولي (زيارة هامر شولد لتونس ) أمّا على الأرض فقد نجحنا في إدارة المعركة ومنعنا المستعمر من المساس برمزيّة الدّولة من ذلك أنّني ساعدت والي بنزرت محمد الأمين ومعه محجوب بن علي اللذان أرادت قوّات المستعمر اعتقالهما لتشكيك المواطنين في قدرة الدّولة على حماية كوادرها كما نجحت في إخفاء الأعوان العاملين معي بعد أن بدأ المستعمر في القصف العشوائي والعمليات الانتقاميّة لإذلالنا مواطنين وأجهزة وأخفيت أعدادا كبيرة من سرية الدفاع الجوي والتي كبدت خسائر كبرى للعدو في “عين كبير”.
ومن الطرائف التي اذكرها أني قمت بتحية الوالي وكان يرتدي حذاء رياضي وسروال اصفر اللون “كاكي” وحينما قمن بتحيته قال لي : “لا نعرفك لا تعرفني” وأخرجته من منزل عبد الرحمان عن طريق البحر إلى جبل الكشابطة على طريق تونس وكانت طائرات ب26 تقصف على طول الطريق المؤدية من بنزرت إلى تونس العاصمة.
هذه المعركة التي حصلت فيها على وسام الدمّ ساهمت في توطيد الوحدة داخل الأجهزة الأمنية والعسكريّة وكان لها الأثر الإيجابي وعمّقت لدينا الإحساس بالانتماء والاستعداد للتضحية بأرواحنا من أجل السيادة الوطنيّة.
في تقديري لقد كان الحبيب بورڤيبة قائدا تاريخيا بكلّ المقاييس ومن خلال الوظيفة التي شغلتها في المؤسّسة الأمنية والتي سمحت لي بالاقتراب من المجاهد الأكبر وبالتالي تكوين فكرة دقيقة عن شخصه وشخصيّته الأساسية والتي يمكن اختزال نقاط القوّة فيها في ثلاث نقاط:”