ثقافة وفنون وتلفزة

الطفولة الضائعة: كيف يعيد المسرح للأطفال ما فقدوه من قيم؟”

مرت سنوات عديدة على الطفولة في عالمنا العربي والعالمي، وبين الماضي والحاضر، تغيرت الكثير من المفاهيم التي كانت تحكم تربية الأطفال وتنشئتهم. كانت فترة الطفولة في السنوات الماضية تحمل معها البراءة والصدق البعيد عن التعقيدات التي يعاني منها الأطفال اليوم. في حين أن الطفولة في الوقت الحاضر تواجه تحديات جديدة نتيجة لتطور وسائل الإعلام والتكنولوجيا، فقد باتت الجمعية مثل جمعية “المسعف الصغير” تلعب دورًا حيويًا في إعادة التأكيد على أهمية التربية السليمة والأخلاقية للأطفال، عبر أنشطة تهدف إلى تنشئة جيل جديد يتمتع بالقيم الإنسانية والنفسية السليمة.

أهداف جمعية المسعف الصغير

تسعى جمعية المسعف الصغير إلى تهذيب عقلية الطفل منذ الصغر من خلال وضع أسس تربوية متينة. تهدف الجمعية إلى إرساء أسس الفكر المستنير والمتخلق في الأطفال، مما يسهم في نشوء أجيال قادرة على اتخاذ قرارات عقلانية بعيدة عن التأثيرات السلبية التي قد تواجهها في مراحل حياتها القادمة. إضافة إلى ذلك، تعمل الجمعية على بناء شخصية الطفل ليكون شخصًا خلوقًا ومهذبًا، يتسم بالاحترام للآخرين، ويعتمد على نفسه في مختلف جوانب الحياة.

تدرك الجمعية تمامًا أن بداية بناء الشخص السوي تأتي من مراحل الطفولة المبكرة، ولذلك تضع خططًا مدروسة لتنمية شخصيات الأطفال، وتوجيههم نحو سلوكيات إيجابية تؤهلهم للتعامل مع المجتمع بروح التعاون والاحترام. من خلال تنظيم ورش عمل وجلسات تحسيسية ولقاءات هادفة، تسهم الجمعية في تعزيز هذه القيم النبيلة وتنمية الوعي لدى الأطفال وأسرهم حول أهمية التربية السليمة.

التحديات الراهنة وتأثير الإعلام على الأطفال

في السنوات الأخيرة، شهدت الطفولة تغييرات كثيرة، ولعل أبرز ما أثر على حياة الأطفال هو تزايد العنف في أشرطة الأفلام الكرتونية. فقد أصبحت الكثير من هذه الأعمال التي يُعرضُها الإعلام في متناول الأطفال تتسم بالطابع العدواني، مما يساهم بشكل كبير في تنمية سلوكيات سيئة بين الأطفال. هذه الأفلام لا تتوقف فقط عند التأثيرات الفكرية، بل تشمل أيضًا تأثيرات سلوكية وعاطفية تجعل الأطفال يتوجهون نحو سلوكيات غير لائقة، مما يؤثر بشكل كبير في نموهم النفسي والاجتماعي.

دور جمعية المسعف الصغير في مواجهة التحديات

في مواجهة هذا التحدي، تدخلت جمعية المسعف الصغير بكل إمكانياتها للحد من هذه التأثيرات السلبية. من خلال العديد من التظاهرات واللقاءات التوعوية، تقوم الجمعية بتوجيه الأطفال وتزويدهم بالمفاهيم الصحيحة والمباديء الإنسانية الأساسية، مثل الاحترام المتبادل، العناية بالبيئة، والاهتمام بالصحة النفسية والجسدية. هذا بالإضافة إلى محاربة العنف بأشكاله المختلفة، ومنها العنف المعروض في بعض أشرطة الكرتون، الذي بات يشكل تهديدًا حقيقيًا على سلوك الأطفال.

وتسعى الجمعية أيضًا إلى تعزيز التفكير النقدي لدى الأطفال، مما يساعدهم على التفريق بين ما هو مفيد وما هو ضار. حيث يعكف مسؤولو الجمعية على تنمية مهارات الأطفال في اتخاذ قراراتهم بأنفسهم وتوجيههم إلى السلوكيات الصائبة منذ نعومة أظافرهم.

الاحتفال بالإنجازات: عرض فني بمناسبة “إسعاف الطفولة من الكرتون العنيف”

ضمن جهودها المستمرة لتسليط الضوء على أهمية الإحاطة بالطفل وحمايته من التأثيرات السلبية في وسائل الإعلام، ستقوم جمعية المسعف الصغير بتنظيم عرض فني مميز يوم 11 جانفي الجاري، في المسرح البلدي بالعاصمة. تحت شعار “إسعاف الطفولة من الكرتون العنيف”، سيجمع العرض الفني بين الترفيه والتعليم، حيث ستعرض الجمعية من خلاله رسائل تحسيسية لأطفال اليوم حول ضرورة الوقوف في وجه العنف الموجه لهم في البرامج التي يشاهدونها، والعمل على نشر الوعي بأهمية التربية السليمة.

ختامًا، تبقى جمعية المسعف الصغير نموذجًا حقيقيًا في مجال رعاية الأطفال وتنشئتهم على القيم والمفاهيم السامية، حيث تسعى جاهدة إلى تحسين الواقع التربوي للأطفال وضمان نشأتهم في بيئة صحية وآمنة… بقلم شيماء اسماعيلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى