ثقافة وفنون وتلفزة

مجموعة “لاباس” تنير سماء مهرجان الحمامات بموسيقاها القوية ورسائلها الإنسانية

شهد مسرح مهرجان الحمامات الدولي ليلة موسيقية استثنائية، حيث أضاءت مجموعة “لاباس” الجزائرية الفضاء الفني بأداء موسيقي مبهر ألهب حماس الجمهور الحاضر.

تعتبر هذه المجموعة من أبرز الفرق الموسيقية التي تمزج بين التجارب الإنسانية والفنية، مقدمة عروضاً متجذرة في بيئتها ومنفتحة على العالم.

منذ بداية الحفل، استطاع مؤسس الفرقة، المغني وعازف الغيتار نجيم بويزول، أن ينشئ تواصلاً مميزاً مع الجمهور التونسي.

تألق نجيم وأعضاء فرقته بأداء أغانٍ تعكس تجاربهم الإنسانية العميقة، مطرزة بكلمات صادقة وإيقاعات موسيقية غنية, وبإيقاع غيتاره وصوته المميز، تمايل الحضور على أنغام أغانيهم المتنوعة.

غنت الفرقة عن الوطن والحب والثورة والحياة، لتصل إلى قمة التأثير العاطفي بأغنيتها الجديدة “إفريقية” التي لم تصدر بعد، والتي تحدثت عن الانتماء والهوية والسلام.

ولم ينس نجيم الغناء لفلسطين، حيث أدت الفرقة أغنية “Palestina” التي أطلقت قبل ثلاثة أسابيع، ورافقتها رفرفة الراية الفلسطينية على الركح.
تفاعل الجمهور بشكل كبير، مرددين شعارات الحرية على وقع نغمات الثورة والمقاومة.

امتزجت نغمات الغيتار والباس وإيقاعات الدرامز مع أصوات الساكسفون والترومبات بشكل متناغم، مما جعل الجمهور يغادر مقاعده منذ اللحظة الأولى. كانت أغاني مثل “ma liberté” (حريتي)، “يا بابور اللوح”، “أنا وانت”، و”الكاس يدور” جزءاً من العرض، معبرة عن فلسفة الفرقة الموسيقية والمغامرة الفنية التي انطلقت منذ عام 2004 في مونتريال.

مع اقتراب الذكرى العشرين لتأسيس المجموعة، استذكر نجيم بويزول البدايات بتأملات عميقة وعزف مرتجل على الغيتار، مما أعاد الجمهور إلى أصول الفرقة وموسيقاها التي تمزج بين الموسيقى الغجرية والتراثية الشمال إفريقية والفلامنكو الإسباني.

كانت هذه اللحظة تجسيداً حقيقياً لتأثيرات موسيقية متعددة تداخلت لتخلق تجربة فريدة من نوعها.

في الختام، تحول مسرح الحمامات إلى فضاء رمزي يجسد التلاحم الثقافي والانفتاح، حيث استطاعت “لاباس” بفضل كيميائها المميزة مع الجمهور أن تترك بصمة لا تُنسى في قلوب الحاضرين، مؤكدةً على قوة الموسيقى في بناء جسور التواصل بين الشعوب ونقل رسائل الحب والسلام.

بقلم: أميرة الجبالي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى