“عطيل وبعد”: تحفة شكسبير تتألق في مهرجان الحمامات الدولي
بديكور بسيط وإضاءة خافتة تنير المسرح، انطلق العرض المسرحي “عطيل وبعد” المقتبس عن رائعة شكسبير الشهيرة، أمس في مهرجان الحمامات الدولي. المسرحية، التي أنتجها المركز الثقافي الدولي بالحمامات، تأتي احتفاءً بستينية هذا المسرح العريق الذي ظل يدافع عن المسرحيين والفن الرابع منذ تأسيسه.
صراع الخير والشر
يحمل النص الشاعري الذي كتبه بوكثير دومة الجمهور إلى عالم “عطيل” و”ياغو” وصراعهما الأزلي، مروراً بعذابات “ديدمونة”. يشارك في تجسيد هذه الشخصيات ممثلون بارزون مثل مهذب الرميلي وشوقي خوجة وأباء حملي، إلى جانب فاتن الشوايبي وسامية بوقرة ونور الدين الهمامي، فيما أشرف على الإضاءة والصوت صبري العتروس ووليد عصايدي وصادق القيزاني واخراج حمادي الوهايبي
دراما الحب والغيرة
يستعرض العمل المسرحي مشاعر الحب والغيرة والحقد عبر حبكة درامية مشوقة، مع تسليط الضوء على المفارقة الأساسية بين الخير والشر. تبدأ أحداث المسرحية بزواج “عطيل” المغربي بحبيبته “ديدمونة”، ابنة أحد أعضاء مجلس الشيوخ في البندقية، مسلطةً الضوء على الفوارق الاجتماعية واللونية بينهما.
سينوغرافيا جذابة وبسيطة
تميز العرض المسرحي بالاعتماد على سينوغرافيا بسيطة وإضاءة خافتة، مما ساهم في شد انتباه الجمهور إلى الأحداث والشخصيات. النص الشاعري يغمر الجمهور بمشاعر الحب والإخلاص، فيما يتناول قضايا حياتية جدلية مثل الهوية والانصهار الثقافي والسياسة والبعد الديني، مما يضفي على العمل طابعاً معاصراً.
شخصيات مركبة وبسيطة
تتسم شخصيات المسرحية بتنوعها بين المركبة والبسيطة. يبرز “ياغو” بتعددية وجوهه، إذ يظهر حباً مزيفاً لـ”عطيل” بينما يسعى لتدمير حياته. أما الشخصيات البسيطة مثل “عطيل” و”ديدمونة” و”إيميليا” زوجة “ياغو”، فتجد نفسها متورطة في مؤامرات تنتهي بمآسي غير متوقعة.
نظرة تاريخية
تعد مسرحية “عطيل” لويليام شكسبير من أبرز الأعمال التراجيدية، وقد كُتبت عام 1603، مستوحاة من قصة إيطالية تحمل اسم “النقيب المغربي”. ترجمت المسرحية إلى العديد من اللغات، وكان خليل مطران أول من نقلها إلى العربية عن الفرنسية، قبل أن يترجمها جبرا إبراهيم جبرا عن الإنجليزية. سجلت المسرحية أرقاماً قياسية في عدد العروض منذ عرضها الأول في الأول من نوفمبر 1604 في “وايت هول بالاس” بلندن.
بقلم: أميرة الجبالي