عرض De Carmen à La La Land في مهرجان الجم: عندما يرقص المايسترو الفرنسي على نخب نجاح العرض
احتضن المسرح الأثري بالجم ضمن فعاليات الدورة 36 لمهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية، يوم 22 جويلية 2023 عرضا سمفونيا أوروبيا تونسيا بعنوان ” De Carmen à La La Land “، أثثه الأوركسترا السمفوني الأوروبي بالشراكة مع الأوركسترا السمفوني بمقرين، والمعهد العمومي للموسيقى والرقص ببن عروس ونادي الرقص بسوسة “Just Dance”.
في هذا العرض تواجد على ركح المسرح الأثري بالجم أكثر من 120 مبدعا من عازفين، وكورال وبالي رقص، قدموا لوحات ومعزوفات تفاعل معها الجمهور الحاضر بأعداد كبيرة والذي عبر عن إعجابه بالفكرة الّتي وضعها قائد الأوركسترا الفرنسي “بيار إيف قرونيي”، حيث خصّص النصف الأول من العرض، لموسيقى الأوبرا وفيه اختار مقتطفات من أوبرا كارمان، نفذها الأوركسترا الأوربي التونسي بطريقة متميزة وبمشاركة مغنيي الأوبرا ليليا بن شيخة، ومرام بوحبل، وبهاء الدّين بن فضل وهيثم القديري، الذين يعتبرون من خيرة ما أنجبت تونس في الغناء الأوبرالي.
أما الجزء الثاني من العرض فقد أمنه الكورال التونسي المتكون من 59 صوتا صحبة الأركسترا، من خلال أداء : West Side Story، La La Land، I Will Survive، Proud Mary .. وقد شاركت في أداء هذه الألحان الرائعة ليليا بن شيخة. وأكثر ما شدّ انتباه المتابعين لهذا الحدث الموسيقي هو المستوى المتميز للكورال من حيث التناسق والانسجام في الأداء وقد لاقى إعجاب جميع الموسيقيين المشاركين في العرض وخاصة قائد الأوركسترا الفرنسي والّذي تفاعل بدوره، بطريقة طريفة أثناء أداء هذه المعزوفات ورقص على ركح المسرح.
وللإشارة فإن هذا الكورال يمثل ولاية بن عروس وهو مزيج بين كورال المعهد العمومي للموسيقى والرقص بحمام الأنف (تحت إشراف أمينة البقلوطي) والمحمدية (تحت إشراف هيثم القديري) وكورال المدرسة الأوركسترالية بمقرين (تحت إشراف هندة بن شعبان) مع مشاركة بعض الطلبة من المعهد العالي للموسيقى بتونس، وقد بدأ الكورال الإعداد لهذا الحدث الكبير منذ شهرين تحت إشراف الأستاذة المتميزة أمينة البقلوطي.
وبالنسبة للأوركسترا فقد ضمّ 30 عازفا من فرنسا وبلجيكيا و25 عازفا ينتمون إلى الأوركسترا السمفوني بمقرين ومعظمهم من الشبان، وهنا تجدر الإشارة إلى مواصلة المدير الفني لأوركسترا مقرين أشرف بطيبي في نفس التوجه وهو تشجيع المواهب الشابة، وبالرغم من قيمة وصعوبة البرنامج المقدم في هذا العرض إلا أن هؤلاء الشبان كانوا كالعادة متميزين وفي مستوى الحدث وقد لاقو إعجاب القائد الفرنسي الذي أشاد بمواهبهم وحرفيتهم.
وهؤلاء هم الموسيقيون الشبان آدم كالية، ومريم وسلاتي، وأميرة غيث، ومريم عواضي، وإيمان التريكي على آلة الكمنجة، ورحمة غزيل، وسيرين بن حليلة على آلة الألطو، وإسلام بن حميدة على آلة الباتري، وشيماء عجايلية، وآدم مساعدية، وكاميليا مزاح، وهبه كريم ومعاذ الهذلي على آلة البيانو، وسالم حكيمة على آلة الساكسفون، وقد أشرف على تأطيرهم كلّ من راسم دمق، وملكه كنو (الكمنجة)، وبهاء الدين التاقورتي (الألطو)، ومحمد علي (دالي) العش (الباتري) وأشرف بطيبي (البيانو).
عموما هذا العرض وبشهادة جميع الحاضرين كان ناجحا فنيا وجماهيريا، والأهم من ذلك هو الإضافة الكبيرة الّتي يقدمها المعهد العمومي للموسيقى والرقص ببن عروس والمدرسة الأوركسترالية بمقرين في تكوين وتأطير المبدعين الشبان وإعطائهم الفرصة لإبراز مهاراتهم والاحتكاك بموسيقيين محترفين في أكبر المحافل الدولية وهذا هو المكسب الأكبر، الذي من شأنه أن يعزّز الساحة الموسيقية التونسية بموسيقيين من طينة الكبار سوف يكون لهم شأن لا فقط على الصعيد المحلي بل كذلك عالميا.