نزيه أسعد موسيقار سوري ارتبطت أعماله الفنية الوطنية بانتماءه للجولان المحتل .
حاورته الإعلامية ريم الأسعد
الموسيقار السوري نزيه أسعد من القامات الرائدة في سورية والعالم العربي ، شهدت على يديه ولادة الكثير من التحف الموسيقية وعمل على إعادة إحياء الفلوكلور الشعبي برؤيته الخاصة
(من هو المايسترو نزيه أسعد ومتى بدأ شغفه الموسيقي ، حياته العملية ،انجازاته )
نزيه أسعد. من مواليد دمشق عام 1972، والأصل من الجولان المحتل .
بدأ الاهتمام العملي للموسيقا لديه منذ سن الرابعة عشرة ،وقبل ذلك السن كان ميالاً للغناء واللعب بالآلات الموسيقية الطفلية . عشق الموسيقا حتى احتلت الجزء الأكبر من وقته واهتمامه حتى أصبحب محور حياته اليومية .
نزيه أسعد ، خريج المعهد العالي للموسيقا وحاصل على درجة الماجستير في التأهيل والتخصص في التربية الموسيقية .
و مدرس في المعهد العالي للموسيقا منذ عام 2001 لمادة نظريات الموسيقا العربية .
هومدرب و قائد أوركسترا لعدة فرق موسيقية ،
منها أوركسترا الموسيقا الشرقية ، فرقة أمية للفنون الشعبية وفرقة التراث السوري ، فرقة شباب سوريا وفرقة نهوند للموسيقا العربية للأطفال .
* عضو مجلس مركزي في نقابة الفنانين
“رئيس مكتب الثقافة والإعلام “.
* مدرب كورال الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية
* استشاري زائر لجامعة السلطان قابوس قسم الموسيقا في سلطنة عمان
* مؤلف وملحن لمجموعة من الأعمال المسرحية الغنائية وأعمال الفنون الشعبية لبعض الفرق الإستعراضية مثل
أمية ، جلنار ، آرام ، أجيال ، المهرة ، الرقة للفنون الشعبية ، كنانا ،
* مؤلف للموسيقا التصويرية لعدد من الأعمال التلفزيونية الدرامية والوثائقية مثل الجمر والجمار ، فيلم الأمانة ،فيلم أحمد مريم ،حكاية آدم ، بداية وحضارة شجر الفرنلق ، الأم السورية شمس لاتغيب
* مؤلف موسيقا لمسرحيات عديدة منها
هوى غربي ، الميراث ،المنديل ، قطر الندى ، الأميرة والصعلوك
_ كيف تربط سورية بموسيقاك و معزوفاتك و كيف تنقل الموسيقى السورية للعالم ؟
أنظر إلى سوريا بموسيقاها التي أسست لكثير من أنواع الموسيقا في العالم ، حيث انطلقت الموسيقا بأبجديتها الأولى من سوريا .
وعندما أتناول الموسيقا السورية في أعمالي المختلفة أربط تفاصيلها بالتنوع الجغرافي والإجتماعي من خلال الفولكلور في كل مكان منها .
وأسترسل بالأصالة السورية في طرح اللحن والجملة الموسيقية عندما أفكر بلحن أو نغمة .
و من وجهة نظري
حتى تصل موسيقانا السورية إلى العالم بمصداقية يجب أن تنتقل بآلاتها الموسيقية المحلية ونغماتها الأصلية دون تحريف مع استخدام مقبول للتزيينات الموسيقية الهارمونية والآلات المرافقة الداعمة للألحان والآلات الأصلية .
_حقيقة أن تقدم موسيقى بدون كلام أمر يعطي حرية أكبر و أوسع ، و رحلة تسافر فيها في عمق الروح البشرية الإنسانية
حدثنا عن تلك المساحات التي تظفر بها في حياتك الخاصة والتي تلعب دور في خلق موسيقاك الخاصة ؟
الموسيقا الآلية ( المجردة من الكلام) تحفز المؤلف للغوص في أعماق النغمات بعد أن يغوص في أعماق نفسه لإنها تعكس الكثير من الإنفعالات الداخلية لديه .
وبالنسبة لي تأليف الموسيقا سواء كانت تصويرية أو مسرحية أو تعبيرية يقودني إلى التنوع المقامي والنغمي
وبالتالي الإيقاعي لإنني أميل إلى الألوان السمعية المتعددة حسب الحالات المتباينة المطلوبة في فكرة العمل الموسيقي .
ولعل الإنفعالات الخاصة هي التي تقود تراتبية الجمل الموسيقية والإنتقالات فيما بينها حسب ما يمليه الإحساس بالفكرة الموسيقية المطروحة .
لذا تأخذ الموسيقا المجردة حيزاً واسعاً من الإحساس الموسيقي الخاص .
– هل ترتبط المعزوفات التي قدمتها في مسيرتك بأحداث واقعية سواء على صعيد الوطن السوري الذي عانى من أزمات وضغوط ومايزال وعلى الصعيد الشخصي ؟
فيما يخص الأعمال الوطنية التي قدمتها منذ بداياتي ارتبطت بمسألة انتمائي لبقعة غالية من أرض الوطن وهي أرض الجولان المحتل ، فقد قدمت الكثير من أعمال المسرح الراقص التي تخص قضية الجولان المحتل وتسليط الضوء على طقوسه وعاداته وخيراته وأراضيه المعطاءة التي سيطر عليها الصهاينة المحتلين
ومنذ بداياتي في التلحين عاصرت انطلاقة الإنتفاضة الفلسطينية في نهايات الثمانينيات من القرن الماضي فقدمت على المسارح العديد من الأغنيات الملتزمة فيما يخص القضية الفلسطينية .
وعندما بدأت الحرب على سوريا كان لابد من تواجد للأعمال الوطنية والإنسانية ابتدأتها بالعمل الاستعراضي (سحر الشرق ) لفرقة جلنار للمسرح الراقص وبعدها قدمت وخلال فترة الحرب أعمالاً كثيرة لفرقة آرام للمسرح الراقص ولفرقة أجيال وعدداً من الأغنيات الوطنية للإذاعة والتلفزيون وللمنظمات الشعبية ، لذلك ارتبطت كل أعمالي بالأحداث وبالظروف التي تعرض لها بلدنا الحبيب ، أما على الصعيد الشخصي فلا بد من جلسات موسيقية مع الذات تترجم مايختلج في الأعماق وكان لذلك بعض القطع الموسيقية القصيرة التعبيرية .
_إلى أي حد تؤمن بأن الموسيقا مرآة الواقع المعاش أم أن الفنان يغادر واقعه ويرحل لعالم خاص يخلق منه موسيقى روحية لاتكبلها وتشوبها صعوبات الحياة ؟
هي ، أي الموسيقا نوعان فيما يخص هذا الشأن ، النوع الواقعي المباشر الذي يشرح تفاصيلنا اليومية من علاقات وأحاسيس ووجود في مكان ما وغير ذلك وتأتي الأعمال هنا غالباً بقالب غنائي لتوضح المراد .
أما النوع الثاني الروحاني والمجرد والذي لاينتمي إلى واقع أو مكان أو زمان بل هو تصور وتخيل وافتراض لحالة ما يؤمن بها المؤلف الموسيقي ويسترسل بموسيقاه دون قيود أو حدود لفظية .
_أنت موسيقي مبدع ورحلتك الموسيقية طويلة ، أي من الآلات الموسيقية المحببة لقلبك وتعتبرها صوتك الوحيد ؟
مع العلم أني خريج المعهد العالي باختصاص آلتي العود والكونترباص
إلا أن أذني تميل لسماع آلة التشيللو وآلة الدودوك النفخية ، أحس بانسيابية كل من الآلتين بعمق وحب .
_هل تؤمن بالعزف الارتجالي ومارأيك فيه ؟
طبعاً العزف الإرتجالي هو الذي يحدد مهارات الموسيقي ويتيح له المساحات الواسعة ليبرز إبداعه في طرح الأفكار الموسيقية الآنية حتى لو تم التحضير مسبقاً للإرتجال إلا أن التقاسيم الموسيقية أو الاجتهاد في العزف على آلة ما يظهر إمكانيات العازف ومدى ثقته بنفسه ، لهذه الأسباب أؤمن بالعزف الإرتجالي .
_ طموحاتك إلى أين بعد مرورك بتجارب كثيرة وغنية ؟
طموحاتي فيما يخص الموسيقا تتجه بتلخيص الفنون كافة في عمل واحد ، وهو المسرح الغنائي الشرقي الحقيقي أو ما يمكن أن أسميه (الأوبرا العربية) ، في هذه الحالة تتضافر الفنون كافة لإنتاج العمل :
الموسيقا والغناء والدراما والرقص والأزياء والإكسسوار والديكور والإضاءة والتقنيات المسرحية والإخراج ، والأهم من ذلك كله الفكرة المطروحة التي يجب أن تكون قريبة من الجميع ويستمتع بها الجميع وتفيد الجميع ويعمل بها الجميع .