علّيسة و زينوبيا بألوان الفنانة التشكيلية سناء هيشري
عالم حوّاء ، تلك المرأة العربية و نضالها بين الماضي و الحاضر وضعته الفنانة البلجيكية من اصول تونسية الاستاذة في الفنون الجميلة سناء هيشري في دائرة الضوء لِيبقي بصمة خاصة و موروثا تاريخيّا تُدوّن و تُحفظ في ذاكرة الناس
رؤية ترسمها بألوان و تقنيات تُظهر مدي تقدّم و تطوّر المرأة في الوطن العربي و المستقبل الذي ينتظرها
المرأة العربيّة المُناضلة،هي المصريّة و التونسية و اللبنانية و الخليجية ، الكويتيّة و السعودية و الاماراتية و المغربية و الفلسطينية و الجزائريه…..
من مرسمها و من خلال ألوانها و العديد من الخامات و التقنيات تُولد لوحات فنّيّة لنساء مُميّزات تُبرز مواطن الجمال في نضالها ،
تلك الهالة التي تُحيط بالمرأة و التي تشعّ منها طاقة التّحدّي و النّضال من أجل مبادئ و رسالة سامية استلهمت الفنانة سناء منها فنّها ، ذالك الجمال الذي اتصفت به المرأة المِناضلة التي تسعي بكل جهودها في المساهمة في تطوّر و ازدهار الوطن من خلال إنجازاتها و خدماتها للمجتمع و للعالم بأسره و ابداعها في شتّي الميادين و ترك بصمة تُخلّد إسمها في كُتب التّاريخ
تقول سناء التي درست بالاكاديميّة الملكيّة للفنون الجميلة ببروكسال:
رسمتُ و وصفتُ بأشكال عَلي لوحة الكانفاس ضلع هام و عمود قوام الكرة الأرضيَة ، المرأة اعتبرها هرم العالم ، هي الأمّ مصدر العطاء تُربيّ و تصنع أجيال ،هي الاخت و الزوجة و الصديقة هي حوّاء
بألواني الحارة و الباردة و ضلال لوحتي و أضوائها التي يُغطيها اللون الاصفر و الازرق و الاحمر و سيّد الألوان الأرجواني الذي أعشقه رسمتُ البطلة التي لم يُرهبها القمع و لم يُخيفها الظلم و الثّابتة علي مبادئها ، رسمتُ حوّاء التي أشْعلتْ كُتب التّاريخ بإنجازاتها
و نضالها و تقدّمها بين الماضي و الحاضر، حوّاء
التي أتْقنتْ فنّ الحياة و العيْش و التي بامكانها ان تعلّمنا دروس….
عشقي و شغفي للقصص جعلني أجمع بين فنّي التشكيلي بعالم الحكايات ، ليست اي حكايات هي واقع و مسيرة إنسان من النضال و الجهود الجبارة المبذولة للوصول الي اعلي القمم
كلّما أرسم لوحة يزداد حبي في كتابة رسائل و تحليل تلك القطعة الفنّيّة ، أرسم و أحكي و أسْرد قصص واقعيّة من التّاريخ ، أرْوي أحداث مجيدة للمرأة و مواقف أثّرت في العالم العربي تترك في النفس أثرًا هاما…!
رسمتُ مجموعة لوحاتي الفنية تُضهر قوّة المرأة العربيّة التي بنتْ نجاحها بالمُثابرة و العمل إلي أن وصلت لتحقيق اهدافها و ترك بصمتها مُخلّدة في التّاريخ و عبر الأزمنة
كان من المستحيل حصر كل إمرأة عظيمة أثّرت في حياة العالم العربي و كان تحدّيا كبيرا بالنسبة لي في اختيار تلك النساء، فألتجأْتُ لبحث و دراسة عميقة
علي نساء مُناضلات في الماضي و الحاضر في منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا اللائي حققن نجاح و ازدهار في حاتهنّ علي الرّغم من العوائق
أذكر من بين تلك النساء المُناضلات في الماضي
من تونس الخضراء علّيسة مؤسّسة قرطاج و في مصر أمّ الدنيا كليوباترا حافظت علي إستقلال مصر جالبة للسلام ، و في سوريا زنوبيا إنّها المرأة التي تحدّت روما، حاربتها
و انتصرت عليها بذكائها و حكمتها،
و في المغرب فاطمة الفهريّة التي نشرت العلم و المعرفة، و في الجزائر الملكة ديهيا هي رمزا من رموز الذكاء و التضحية الوطنيّة
رسمت إبداع أنْثي، و جمال أُنثي و تاريخ أُنثي،و عبقريّة أُنثي و قوّة الأُنثي، مُلهمة الشعراء والفنانين والمبدعين ، أضعها في دائرة الضوء
و في الحاضر رسمتُ بألواني علي لوحة الكانفاس شخصيّة مها الغنيم من الكويت التي اسست أول شركة كويتية يتم إدراجها في بورصة لندن
في دولة الإمارات العربية : الشيخة سلامة بنت بطي والدة الشيخ زايد و الشيخة فاطمة بنت مبارك زوجته ، نساء رائدات لهنّ أثر كبير في مسيرة نشأة وتطور دولة الإمارات العربية المتحدة، و رسمت شخصيّة رجاء القرق عضو مجلس جمعية نساء دبي و هي أول إمرأة من الامارات العربية يتم تعيينها في مجلس ادارة بنك الشرق الاوسط
و من السعودية رسمتُ المُناضلة رانيا نشار رئيسة لمجموعة سامبا الماليّة ، تلك السيّدة ناضلت من اجل الوصول الي اعلي المراتب
و لم أنسي نضال المرأة الافريقيّة ، حيث اني أُنْقل جمال نضالها علي لوحتي الفنية فتتحول إلى لغة عالمية أُوصل بها رسالة ان الجمال ليس له علاقة بلون البشرة بل علي العكس السمرة من الجمال
فهاهي ريشتي تحتفي بإفريقيا الساحرة و الاسمر سيد المكان،رسمت لوحة بشخصية نسائية نضاليّة سمراء قوية، دفئ اللون الأسمر ميزة لوحتي الفنيّة تبعث فيك آلاف الاسئلة عن المرأة الافريقية وقصصها، عن جمالها ، بشرتها السمراء وغطاء الرأس ونظرة ثاقبة تدعوك لتعيش القليل من قوة الافريقيات و نضالهنّ من اجل الحرية و الكرامة و من اجل النّهوض بأوطانهنّ
كرّمتُ بلوحاتي الفنية و رسوماتي نجاحات و انجازات أقوي النساء العربيات !
لا يزال طريقي الفنّي و مشاريعي التشكيلية طويلا في رسم نضال المرأة و قوّتها و حكمتها…!