جونيور كاستينغ:وأخيرا وجد الطفل المبدع ضالته
انطلقت قناة الحوار التونسي في بث برنامج جديد يهتم بالطاقات المبدعة في صفوف الناشئة في التمثيل ،برنامج يقدمه فيصل الحضيري وتقيم فيه لجنة تحكيم متكونة من جعفر القاسمي وكوثر الباردي ومحمد علي بن جمعة المترشحين من مختلف ولايات الجمهورية ،وقد أظهرت أول حلقة مواهب لامست أعلى درجات التميز في الأداء ،فلم نر ارتباكا ولا خوفا من الكاميرا رغم تجربتهم الاولى وذلك بفضل مالهم من تمكن وثقة في النفس وبما وفرته لجنة التحكيم من أجواء مريحة جعلتهم يتصرفون بكل تلقائية ..
لقي هذا البرنامج صدى كبيرا لدى عامة المشاهدين لما للطفل من سحر فطري جذاب ولما وجدته العائلة التونسية في مثل هذه البرامج من اهتمام بطاقات الأطفال المميزة ،فقد بات جونيور كاستينغ ومنذ حلقته الأولى موعدا قارا لكل باحث عن فرجة عائلية بإمتياز وانتبه كل المهتمين بشأن الطفولة لما يقدمه هذا البرنامج من روائع بإمضاء أطفال لم يتجاوزوا سن السادسة عشر وجعلت الهياكل الرسمية تتفطن لهذا الركن المضيء والمنسي منذ سنوات،فالطفل التونسي صار يعاني من ضغوط نفسية كبيرة على برائته بسبب تكدس الواجبات المدرسية وكثرة الدروس الخصوصية وفشل المنظومة التربوية ككل ،ولم يجد فضاء يفجر فيه صرخة ابداعه الكامنة ،وتشتتت طاقاته بين كل ماهو سلبي وروتيني ممل فاضطر بعض من أولياء الأمور للذهاب الى عيادات الطب النفسي لانقاذ ما يمكن انقاذه ،
ليس لنا إلا أن نثمن ما يقوم به كامل فريق هذا البرنامج التلفزي المتميز الذي يبث في ثلاثة مواعيد :(الإثنان والخميس والأحد في حدود الساعة التاسعة إلا ربع ليلا) لما سيمنحه لأبناىنا من فرص في الحياة..فمهارات الحياة التي بقيت حبرا على ورق في منظومتنا التربوية الرثة لن يوفرها غير المسرح وتوازنات الطفل السيكولوجية لن يعيد ترتيبها غير الفن بجميع اصنافه
شكرا لمن فكر وخطط ونفذ جونيور كاستينغ فهذا هو الاختيار الأفضل ليكون لنا وطن كما نحلم ..ولا تبنى الأوطان بغير الاستثمار في ناشئتها
بقلم طه ساسي