الوطنية

رسالة عاجلة الى رئيس الجمهورية:”جوعتونا”

كتب :صلاح الطرابلسي
“ثمة حليب” جملة نسمعها تتردد على لسان كل تونسي يقوم صباحا ولا هم له سوى ايجاد “باكو حليب” ينطلق من بيته ووجهته العطارة والفضاءات التجارية … يدور ويتنقل من محل الى آخر باحثا عن ضالته يتعب ويشقى ولا يظفر بما يبحث…وان وجد الحليب فانه النصر العظيم.
هكذا هي حياة التوانسة اليوم السعي بين العطارة بحثا عن المواد المفقودة ومنها بالخصوص الحليب الذي بات عصيا وصعب الحصول عليه ولك ان تتخيل ما يعانيه والد ذلك الطفل الصغير القابع في المنزل جائعا باكيا باحثا عن حليبه الذي تلاعبت به ايادي المافيا…وكم من صغير يبكي اليوم جوعا ولو كان عالما بما يحدث ويدور لصاح لاعنا هذا الزمن الذي جعله يدفع غاليا ضريبة الجشع والطمع.
التونسي اليوم يعاني و”يتنفس بقصبة” و”مخنوق” من الارتفاع الكبير للاسعار وفقدان المواد الأساسية وغياب الحلول العاجلة من حكومته التي اغرقته في “الميزيريا” و”كملت على مرمته” بما تعلنه في العلن والخفاء من زيادات مشطة وعجز عن توفير المواد الأساسية…التونسي “يشهق ما يلحق” والحكومة تواصل بيعها وهم الغد الافضل والمستقبل المشرق متجاهلة هذا الحاضر الحالك الظلام.
اليوم وكل يوم يرفع التوانسة رسالة عاجلة الى رئيس الجمهورية “جوعتونا وتعبتونا” ويطالبون بحلول ناجعة لوضع حد لنزيف هذه الميزيريا وهذه الحياة التي بات فيها الحصول على “باكو حليب” انجازا تاريخيا…فهل بلغت صرخة الطفل الجائع مسامع رئيس الجمهورية أم ان ما يصله من تقارير يغطي تلك الصرخة ويجعل منها صيحة النصر والفرح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى