الوطنية

العياشي زمال : انتقلنا من تأويل الدستور والقانون حسب الأهواء الى تعديل القانون حسب الطلب

اكد رئيس حركة “عازمون” العياشي زمال ان إقرار رئيس الجمهورية بفشل القانون الانتخابي الذي وضعه بنفسه وضرورة إدخال تعديلات عليه هو نتيجة حتمية للعمل بشكل إنفرادي و تغييب الحوار والتشاركية، وفضلا على ما في ذلك من “عبث” يُفقد القانون معناه وقيمته ويدفع المواطنين إلى استسهال عدم الالتزام به ولا احترامه.
وأضاف العياشي زمال “لقد سبق وحذرنا في حركة عازمون من عواقب هذه السياسات الانفرادية، ونبهنا إلى كون سياسة “التجريب” ستكون لها عواقب كارثية على التجربة الديمقراطية وعلى الحياة السياسية السليمة، كما أنها تكشف حدود “الحكم الفردي”، فما خاب من استشار. ولاحظنا ذلك عندما راجع الرئيس الدستور وهو اليوم يغيّر قانون اللعبة ليلة المباراة، وفي ذلك مسّ بمعايير نزاهة ومصداقية الانتخابات”.
واستطرد قائلا “نحن في حركة عازمون لم نستغرب ذلك، فقد بيّنت الأحداث سلامة قراءتنا وصحة استشرافنا. لقد بيّنا منذ صدور هذا القانون الانتخابي عيوبه ومظاهر الخلل فيه، وقلنا انه سيكون فرصة لاصحاب النفوذ والمال وسيفتح المجال للنزعات العروشية والجهوية وطالبنا بفتح حوار شامل تُشارك فيه كل القوى والفاعلين والكفاءات الوطنية، وقرّرنا تبعا لذلك مقاطعة هذه الانتخابات.”
واعتبر رئيس حركة “عازمون” ان هذه السلوكات السياسية الغاية منها تمكين بعض الانصار ممن عجزوا على ضمان التزكيات التي ذهبت في اغلبها لمن نبهنا من سيطرتهم عليها، وهي مقدمات قد يعتمدها الرئيس لاستهداف الحكم المحلي والمجالس البلدية.”
وأشار العياشي زمال انه في كل الحالات هذه الانتخابات هي “ردّة” على المكاسب الديمقراطية التي تحقّقت رغم كل النقائص، في تونس، فليس هناك رهانات سياسية ولا ارتقاء بالتنافس نحو مناقشة البرامج، ثم هي انتخابات لإنتاج برلمان صوري بلا صلاحيات ولا يعكس الثراء السياسي أو الاجتماعي في تونس. متابعا “تأتي في تقديرنا في حركة عازمون في توقيت صعب جدّا على كل الاصعدة، وستكون عملية “إلهاء” للتونسيين على قضاياهم المعيشية وعلى الغلاء والفقر وانعدام الأمن وضياع الأمل، وهي ايضا عملية ايهام بتواصل “المسار الديمقراطي” رغم أن كل ما يحصل يتم وفق سياسة فردية، يعمل فيها شخص واحد على تثبيت دعائم حكمه الفردي. وهو ما يجعلنا متأكدون بكون ما يحصل هو مجرد قوس سينتهي بسرعة، ولكن ما يُقلقُنا هو الثمن الذي سندفعه جميعا وستدفعه بلادنا مقابل ذلك. لقد اضعنا سنوات كثيرة في نقاشات وصراعات وعبث سياسي، وها نحن لا نستوعب الدروس ونواصل في نفس السياسات الفاشلة.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى