الوطنية

الكورونا تصيب قلوب المسنين قبل اجسادهم

في ظل الاوضاع الراهنة و الفيروس المنتشر ينتفض القابعون في بيوتهم بينما يرتجف المتجمعون في دور رعاية المسنين, فيروس كورونا لا يمثل مجرد تهديد على عامة الناس بل هو قناص متجول بأعين ابائنا .
خضعت مراكز رعاية المسنين الى امتحان عسير منذ مارس الفارط و يمكن الجزم انها اجتازته بنجاح حيث لم يسجل 12 مركز رعاية يأوي اكثر من 600 مسن و مسنة أي حالة عدوى رغم الوضعية السيئة للمؤسسات, حيث افاد “زهير الحداد” مدير جمعية دار الاسرة لرعاية المسنين بباردو ان تلك الفترة كانت عصيبة على المسنين و حتى على المسؤولين علما و ان الوزارة لم توفر اية معدات وقاية و حماية هذا و قد امتنع طبيب الجمعية عن المجيء و هو المسؤول عن عيادة النازلين بالدار و الكشف عنهم خوفا من العدوى, ما جعل مديري المؤسسات يتخذوا اجراءات حازمة للتحكم في زمام الامور بمنع الخروج حتى لتسلم رواتب التقاعد و منع الزيارة و تقليص عدد العاملين بالمركز لتجنب العدوى. كذلك حاولوا توفير اكثر من سخان و تدفأة على كل مركز و اكد السيد زهير انه من شدة خوفهم و احتياطهم على الساكنين لم يصب اي مسن حتى بنزلة برد.
بينما ركزت السيدة هيفاء المناعي المسؤولة عن بيت العز لرعاية المسنين بمنوبة على الحالة النفسية الرثة للكبار فاقدي السند و ان التحدي كان باجتياز حالة التوتر و القلق الدائم الذي اصابهم, فكثيرا ما تملكهم اليأس خاصة و ان جميع القنوات و الاذاعات ركزت على خطورة هذا الفيروس عليهم فأصبحوا مستهدفين, يشاهدون التلفاز بنهم يتابعون اخر مستجدات الوفيات و حالات الاصابة بالمناطق القريبة لهم فرغم انهم ملتزمين بالحجر الصحي الا ان وازع الخوف متربص بصدورهم,الاحساس بانهم المعنيين الوحيدين بهذا الوباء لازمهم طيلة تلك الفترة
فنمت الرغبة في التواصل و حس التازر و التاخي بين متساكني الدار و اقربائهم و في فترة شائكة و حادة عاشتها البلاد اعترتهم الرغبة في توديع عائلاتهم ظنا منهم ان النهاية اوشكت.
و المفارقة ان وسائل الاعلام ركزت على خطورة الوباء علي كبار السن و اهمية حمايتهم و الحفاظ عليهم الا ان دور المسنين و مراكز الرعاية لم تحضى باي نصيب من الاهتمام فلا سائل و لا وارد حتى الاعمال الخيرية و توزيع التبرعات الذي شهدناه لم يبلغ ابواب القاطنين بهذه المؤسسات, كانوا يصارعون فكرة الموت المحيطة بهم لا مواس لوضعهم و لا رادع لتهيآاتهم, ايضا بعد الغاء الحضر و عودة السيران قبع المسنون في دائرة الخوف رافضين الخروج او تقبل الزيارات .
لم تشهد دور رعاية المسنين اي تغطية اعلامية او زيارات تحسيسية, هذه الفئة فاقدة السند فاقدة للرابط العائلي و الأسري و بينت الكورونا انها تفتقر ايضا للاحاطة الاجتماعية و الرابط الاجتماعي.
غادة الطرابلسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى