اغتصاب.. تحرش.. «تعذيب».. و6 أعوان في قفص الاتهام.. تفاصيل صادمة حول الانتهاكات داخل المركز الاجتماعي «السند» بسيدي ثابت
كشفت وحدة أمنية مختصة تابعة للادارة العامة للأمن العمومي بالادارة العامة للأمن الوطني خلال الأسبوع الجاري النقاب عن انتهاكات فظيعة يعيش على وقعها مركز الرعاية الاجتماعية المعروف بالمركز الاجتماعي والتربوي «السند» بسيدي ثابت وقع خلالها استهداف مقيمين ومقيمات من ذوي الاحتياجات الخصوصية تتراوح أعمارهم بين 20 سنة و31 سنة والعبث بأجساد عدد منهم و»تعذيب» عدد آخر في اعتداء صارخ على الانسانية وعلى حقوق محضوني دولة من ذوي الاحتياجات الخصوصية قبل أن تصدر السلط القضائية بأريانة أمس الأول بطاقات ايداع في حق ستة أعوان في انتظار تقدم التحقيقات القضائية.
ماذا حدث في المركز الاجتماعي والتربوي السند بسيدي ثابت؟
كشفت المعطيات التي تحصلت عليها «الصباح» من مصادر مختلفة أن مقيمة بهذا المركز وهي فتاة في الثالثة والعشرين من العمر محضونة دولة وحاملة لاعاقة ذهنية تقدمت منذ مدة الى مركز الحرس الوطني بشرفش من ولاية اريانة ببلاغ مفاده تعمد اعوان بمركز الرعاية الاجتماعية»السند» بسيدي ثابت الاعتداء بالعنف المادي واللفظي والجنسي على عدد من المقيمين والمقيمات، ونظرا لخطورة الشبهة الموجهة فقد عهدت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بأريانة للادارة الفرعية للوقاية الاجتماعية بالادارة العامة للأمن العمومي البحث في هذه التصريحات التي تتضمن شبهات الاغتصاب والتحرش الجنسي والاعتداء بالعنف الشديد والاعتداء المادي والمعنوي على محضوني دولة من الحاملين لاعاقات متعددة.
اعترافات صادمة..
انطلق المحققون في اجراء السماعات والمعاينات الميدانية والاختبارات الفنية لكشف الحقيقة.. فاستمعوا لعدد من المقيمين الذين كشفوا حقائق مدوية وأدلوا باعترافات صادمة عما تعرضوا له من انتهاكات داخل المركز، اذ اكدت احدى المقيمات وهي محضونة دولة وتعاني من اعاقة ذهنية انها تعرضت لاعتداء بالعنف المادي واللفظي من قبل عاملتين بعد تشكيها للادارة من تعمد بعض الاعوان الاستيلاء على حاجيات ومستلزمات المقيمين قبل ان تتعرض للتحرش الجنسي بالقول من طرف موظفين آخرين ما دفعها الى مغادرة المركز.
مقيمة ثانية وهي فتاة في العشرين من العمر تقيم بالمركز وتعاني من اعاقة متعددة ذكرت انها تعرضت للاغتصاب عدة مرات داخل محل التمريض التابع للمركز من قبل شخصين أحدهما عامل والاخر مقيم، فيما ذكر مقيم وهو شاب في الثلاثين من العمر ويعاني من اعاقة عميقة انه تعرض لشتى انواع العنف والتعذيب بلغ حد حرقه بأعقاب السجائر من قبل احد الموظفين اضافة لتعرضه لاعتداءات عديدة بالفاحشة من قبل احد زملائه، وافاد مقيم آخر وهو شاب في الخامسة والعشرين من العمر يعاني من اعاقة ذهنية بأنه تعرض لاعتداء بالعنف من قبل عون رعاية.
المحققون واثناء المعاينات الميدانية لاحظوا قرائن مادية لاعتداءات بالعنف تعرض لها بعض المقيمين احدهم مصاب بكسر في القفص الصدري واخر في الانف اضافة لتأكيدات من غالبية المقيمين على تعرضهم لانتهاكات عديدة من طرف اعوان الرعاية، فيما دعمت تقارير الطبيب الشرعي تعرض عدد من المقيمين بالمركز للاعتداء الجنسي والاعتداء بالعنف.
احتجاج ومساندة..
امام هذه الاعتداءات الفظيعة والانتهاكات المسجلة اوقف المحققون ستة من الاعوان المباشرين بالمركز، ولكن بالتحري معهم نفوا جميعا ما ينسب اليهم وتمسكوا ببراءتهم، فيما اصدرت النقابة الاساسية لأعوان واطارات المركز الاجتماعي والتربوي السند بسيدي ثابت يوم الثلاثاء بيان مساندة للعاملين الموقوفين ونفذ الاعوان يوم الاربعاء وقفة احتجاجية بساعة لمساندة زملائهم محملين وزارة الشؤون الاجتماعية المسؤولية في عدم حماية منظوريها وفق نص البيان الذي تحصلت «الصباح» على نسخة منه.
بعد إجراء مختلف السماعات والاستماعات والاختبارات والمعاينات الفنية، وبمراجعة النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية باريانة في مناسبة اولى اذنت بالاحتفاظ بالاعوان الستة الذين شملتهم الابحاث كل حسب الشبهة الموجهة اليه والتي تراوحت بين الاعتداء بالعنف المادي والمعنوي والتحرش الجنسي والاعتداء بالعنف الشديد والاغتصاب قبل ان تصدر في حقهم بطاقات ايداع بالسجن في انتظار مواصلة التحقيقات القضائية لكشف كل ملابسات هذه الوقائع واعطاء لكل ذي حق حقه، على ان يبقى كل متهم بريئا الى ان تثبت ادانته.
المصدر:الصباح نيوز