الوطنية

قريباً… لقاح فعال ضد فيروس كورونا بجرعة واحدة فقط؟

يصارع علماء في جامعة ستانفورد الوقت كي ينهوا التجارب السريرية على لقاح يبدو أنه سيتجاوز ما تم إنتاجه من اللقاحات ضد كوفيد 19 لحد الساعة، إذ يتميز بسهولة نقله وتخزينه، كما لا يحتاج الفرد سوى إلى جرعة واحدة منه كي تتوفر له المناعة، وقد يكون ثمنه أقل بكثير من جل سابقيه.
تتواصل حملات التلقيح في عدد من بلدان العالم بوتيرة مختلفة، بينما تنتظر أخرى التوصل بأولى طلباتها من اللقاحات وسط سباق محموم للحصول على أكبر عدد منها، خاصة وأن اللقاحات الحالية تتطلب الحصول على جرعتين في وقت متباعد، كي يكون اللقاح فعالا، وهو ما يستلزم مضاعفة عدد اللقاحات كي يتم تطعيم أكبر عدد ممكن من الأشخاص. ففي فرنسا مثلا تم تطعيم 138351 شخصًا، خاصة من يوجدون منهم في دور رعاية المسنين والمؤسسات الصحية. وباتت فرنسا تتوفر على أكثر من مليون جرعة من لقاح موديرنا، لكن نصف مليون شخص فقط سيستفيدون منها، بما أنهم يحتاجون إلى جرعتين. من جهتها، اختارت المملكة المتحدة حقن جرعة واحدة فقط من اللقاح في الوقت الحالي والانتظار لمدة 12 أسبوعًا قبل الجرعة الثانية بدلاً من الأسابيع الثلاثة المطلوبة، وذلك بهدف توفير جرعات اللقاح وتحصين المزيد من الأشخاص. لكن هذه الاستراتيجية لا تخلو من المخاطر لأن لقاحات شركة Pfizer و Moderna صُممت للحماية من كوفيد-19 بعد جرعتين وليس واحدة.
لكن العلماء في قسم الكيمياء الحيوية بجامعة ستانفورد توصلوا إلى صيغة لقاح ضد كوفيد-19  تختلف عن تلك الخاصة بمنافسيها، وهي فعالة في جرعة واحدة فقط كما لا تتطلب سلسلة تبريد للتخزين أو النقل، ما سينعكس إيجابا ليس فقط على توفر اللقاح بشكل أكبر، وإنما أيضا على ثمنه. وقد تم نشر نتائج اختباراتهم على الفئران المختبرية في مجلة ACS Central Science. ويستخدم هذا اللقاح تقنية معروفة في عملية إنتاج اللقاحات، وهي تقنية الجسيمات النانوية التي تعتمد على استخدام جزيئات نانوية من أحد البروتينات غير الضارة، مرصعة بنفس البروتينات التي تشكل التيجان المميزة لسطح فيروس كورونا التي تسهل العدوى عبر الربط مع الخلية المضيفة وإنشاء ممر للجينوم الفيروسي للدخول ونسخ آلية الخلية بهدف التكاثر وإنتاج المزيد من الفيروسات. وهي خاصية تمكن من إنتاج لقاحات للجسيمات النانوية بشكل أسرع، كما لا تحتاج إلى تخزين في أماكن فائقة البرودة. وتستخدم تجارب ستانفورد بروتين يسمى (الفيريتين)، وهو بروتين يحتوي على الحديد، وتم اختباره سابقًا على البشر، بينما يستخدم لقاح (نوفافكس) بروتين مخلق معمليا.
ويؤكد خبراء جامعة ستانفرود أنه سيمكن توزيع اللقاح في شكل مسحوق. بينما اللقاحات المتوفرة توزع على شكل سائل، وتحتاج إلى تخزين في درجة برودة جد مرتفعة، كما هو الشأن بالنسبة للقاح بفايزر بيونتيك، الذي يحتاج تخزينه إلى درجة برودة تناهز ناقص 70 في المائة، وهو ما يتطلب توفير بنية تحتية جد مكلفة، كما يُعقد عملية نقله وتخزينه في الأماكن حيث لا تتوفر إمكانيات ذلك. بينما سوف لن يحتاج لقاح ستانفورد إلى كل ذلك الجهد وتلك التكاليف، ما سينعكس بشكل إيجابي على ثمنه.
ويؤكد العلماء الذين تقدموا في تجاربهم، ولم يصلوا بعد إلى المراحل الأخيرة، ان اللقاح لم يظهر في التجارب التي تمت على الفئران، آثارا جانبية وكشف عن فعالية كبيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى