الوطنية

أكّدت ارتفاع مُعدّل الوفيات: بن عليّة تُحذر من “أحداث أليمة”

تشهد تونس انتشارا سريعا لفيروس كورونا في الأيام الأخيرة، وسط تحذيرات السلطات الصحية من موجة جديدة للفيروس في شهر جانفي الجاري.
وقد شدّدت وزارة الصحة على ضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية من عدوى فيروس كورونا خصوصا بعد تسجيل تطور في الوضع الوبائي العالمي وظهور سلالة جديدة من الفيروس بعدد من البلدان الأوروبية.
وأقرت الوزارة إجراءات تخص الوافدين من البلدان المعنية بظهور السلالة الجديدة تتمثل خاصة في الاستظهار بنتائج سلبية لتحاليل “RT-PCR” لا يتعدّى على إنجازها 72 ساعة عند التسجيل للسفر وفرض الحجر الصحي لمدّة 14 يوما على الوافدين.
وحذرت الناطقة باسم وزارة الصحة ومديرة مرصد الأمراض المستجدة الدكتورة نصاف بن علية من أن “التجمعات و عدم الالتزام بتطبيق إجراءات التوقي من كورونا قد تنجر عنها أحداث أليمة”.
وذكرت بن علية في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” أن الحالة الوبائية ما زالت تشهد عدوى مجتمعية، رغم أن السلطات الصحية كانت تطمح إلى خفض مستوى انتشار المرض بين السكان، لكن معدل الوفيات المسجل يوميا ارتفع إلى ما بين 50 و 60 حالة وفاة يوميا.
2020 كان عاما صعبا على البلاد
وأضافت بن علية أن 2020 كان عاما صعبا على البلاد بسبب فيروس كورونا غير أن التأقلم مع الوضع و الالتزام بإجراءات الحماية مازال هو الحل الوحيد لتفادي حلقات العدوى بالفيروس. وأكدت أن الوباء انتشر بشكل مكثف وفي كل الأماكن مشكلا حالة عدوى مجتمعية.
يشار إلى أن تونس سجلت في التاسع و العشرين من شهر ديسمبر 2414 إصابة جديدة بفيروس كورونا وهو أعلى رقم إصابات تسجله منذ ظهور الوباء في البلاد في 2 مارس 2020.
وتسجل وزارة الصحة إقامة 6807 مصابا بفيروس كورونا المستجد بالمستشفيات الخاصة والحكومية من بينهم 330 يقيمون بأقسام العناية المركزة و121 مصابا تحت التنفس الاصطناعي.
وأقرت وزارة الصحة مواصلة تطبيق كل الإجراءات الوقائية والبروتوكولات الصحية إلى غاية يوم 15 يناير 2021 ومواصلة فرض حظر الجولان ومنع التنقل بين المحافظات ومنع جميع التجمعات والتظاهرات والحفلات العامة والخاصة.
تطبيق الإجراءات
من جهته، قال رئيس الهيئة الوطنية للتقييم والاعتماد في المجال الصحي بوزارة الصحة شكري حمودة في تصريح للموقع “إن الوضع الوبائي في تونس يشهد ارتفاعا في عدد الإصابات وهو مرتبط بمدى تطبيق التونسيين لإجراءات الوقاية وهي التباعد الجسدي ولبس الكمامة وغسل الأيدي وتهوئة المكان”.
وقدّر الدكتور شكري حمودة أن نسبة الأشخاص الملتزمون بالبروتوكول الصحي لا تتجاوز 40 في المئة ممّا لا يساعد على التخفيض في عدد الإصابات بالعدوى.
السلطات الصحية كانت تطمح إلى خفض مستوى انتشار المرض
وأفادت وزارة الصحة في بلاغاتها الدورية حول تطور الوضع الوبائي بتسجيل أكثر من 50 وفاة يوميا بسبب مرض كوفيد 19 ليبلغ إجمالي الوفيات منذ بدء انتشار الفيروس في البلاد 4620.
وأكد شكري حمودة أن الزيادة في عدد الإصابات والوفيات هي نتيجة لعدم التزام الأفراد بقواعد الوقاية وأهمها التباعد الجسدي وارتداء الكمامة الطبية خلال عدة تجمّعات واحتجاجات اجتماعية حدثت منذ الأسابيع الثلاث الماضية.
وقال المسؤول بوزارة الصحة إن “احتمالية نشرهم للمرض في محيطهم ستكون أكبر بكثير في الأيام القادمة “.
وأضاف أن الفيروس عرف عدة تغييرات منذ ظهوره، الأمر الذي مكنّه من اكتساب خاصية الانتشار أسرع بين الناس وهي السلالة الجديدة التي ظهرت في بريطانيا وعدد من الدول الأخرى، نافيا أن يكون للسلالة الجديدة تأثير على فاعلية اللقاحات، قائلا ” إن البشرية تمكنت من تكنولوجيا صناعة التلقيح وحتى إن عرف الفيروس تحويرات فمن الممكن خلال بضعة أسابيع ملاءمة التلقيح تماما مثلما يتم الأمر سنويا مع تلقيح النزلة الموسمية”.
وقال حمودة “إلى اليوم لم يقع كشف السلالة الجديدة للفيروس في تونس لكن لا يمكن الجزم أنها لم تدخل البلاد، ولا سبيل لنا غير الالتزام التام بالوقاية والتقييد بالبروتوكولات الصحية في إنتظار اللقاح”.
وتحدث الدكتور بتفائل وأمل كبيرين “سنة 2020 كانت سنة المواجهة والصمود وقد نجحت البشرية في التحدي العلمي واكتشاف اللقاحات كما نجح الأطباء في إنقاذ حياة الآلاف، وبلغ عدد حالات الشفاء الملايين.. كما أن فيروس كورونا سمح بتطوّر البشرية في عدة مهن وتقنيات وبرزت مهن جديدة وشهدنا إبداعات فنية إنسانية رائعة وحتما ستكون سنة 2021 سنة الإنجاز”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى