في عيد الثورة العاشر: مماطلة وتسويف في نشر القائمة النهائية لشهداء وجرحى الثورة التونسية وتواصل معاناة صناع الثورة
تمر عشر سنوات على الثورة التونسية التي سقط خلالها عديد الجرحى والشهداء الذين ضحّوا بأرواحهم من أجل تحرير تونس من الاستبداد والدكتاتورية، الشهداء الذين قدموا حياتهم فداءً للوطن. بعد مرور كل تلك السنوات لا تزال عائلات شهداء وجرحى الثورة في انتظار صدور القائمة النهائية التي طال انتظارها. لذلك ارتأت مجموعة من جرحى الثورة خوض اضراب عن الطعام منذ 21 ديسمبر 2020 بمقر “الهيئة العامة للمقاومين وشهداء وجرحى الثورة والعمليات الارهابية” وذلك بعد تعرضهم الى العنف والاهانة بالقصبة يوم 17 ديسمبر في الذكرى العاشرة للثورة على خلفية مطالبتهم رئاسة الحكومة بنشر القائمة الرسمية لشهداء وجرحى الثورة التونسية بالرائد الرسمي.
وتجدر الإشارة الى أن الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية كانت قد نشرت يوم 8 أكتوبر 2019 بالموقع الإلكتروني للهيئة قائمة تضمنت 124 شهيدا و634 جريحا. وقد أعربت الهيئة حينها عن أملها في أن تتولى رئاسة الحكومة نشرها بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية لإكسائها الصبغة القانونية.
ورغم عشرات التحركات الاحتجاجية للجرحى وعائلات الشهداء خلال السنوات العشر الاخيرة تجاهلت الحكومات المتعاقبة معاناتهم، وللأسف لم تلق مطالبهم تجاوبا وتخلّت الدولة عن مسؤوليتها ازاء ملفّهم الذي جوبه بالاهمال المتعمّد. ويرى المحتجّون أن الدولة ماطلت في الاعتراف بدورهم وتقاعست في نشر القائمة الرسمية في الرائد الرسمي واكتفت بنشر قائمة على الموقع الالكتروني للهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الاساسية.
ويعتبر المحتجّون أن القائمة هي ردّ اعتبار للشهداء والجرحى وتكريم ليس لشخصهم فقط بل للثورة التونسية أيضا، هي رد اعتبار لمن ضحّوا بأرواحهم وأجسادهم في سبيل الوطن.
كما تحدّث المعتصمون عن الإشكاليات التي تعترضهم يوميّا خاصة تلك المرتبطة بالعلاج. وقد وصل الامر ببعض المصابين حدّ الخجل من التصريح بأنه جريح ثورة، فيضطرّ بأن يعرّف نفسه من ذوي الاحتياجات الخاصة حتى لا يتعرض للاهانة. في حين تضاءلت مطالب بعضهم من الحياة لتقتصر على العيش دون ألم حيث شبّه خالد بن نجمة نفسه ب”الفأر المحبوس”.
وكان جريح الثورة طارق الدزيري قد توفي في 18 جانفي 2020 ليكون الجريح الثاني الذي لقى نفس مصير الجريح محمد الحنشي. و دفن طارق في صمت دون تأبين ودون حضور السياسيين الذين صدّعوا رؤوسنا بحق الشهداء و الجرحى.
وكانت عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان السيدة تركية الشائبي قد نشرت تدوينة يوم 25 ديسمبر 2020 على صفحتها على موقع فايسبوك تؤكد تدهور الحالة الصحية لأكرم الابيض أحد جرحى الثورة المعتصمين بمقر الهيئة العامة للمقاومين وشهداء وجرحى الثورة والعمليات الارهابية.
هؤلاء الشّباب كسروا حاجز الصمت والخوف وثاروا ضد نظام دكتاتوري. قدموا أرواحهم فداءً للحرية وسالت دماؤهم في سبيل الكرامة والعدالة الاجتماعية. هؤلاء الأبطال يموتون اليوم مرتين ويموت أهاليهم ألف مرة في اليوم. هؤلاء الابطال اليوم مضربون عن الطعام في وضع وبائي ومعتصمون في البرد. قضية الجرحى هي قضية عادلة لا يمكن ان تقف أمامها محايدا أو الا تكون داعما…ملف الشهداء والجرحى هو قضيّة وطنية، هو معركة كل الأحرار وكل من يؤمن بالعدالة.
ايناس أحمد سليم