الوطنية

الصحبي بن فرج : “الكلوروكين ..هذا الدواء الرخيص سيقضي على مصالح اللوبيات الضخمة التي تتسابق لاستثمار الكورونا”

كتب الدكتور الصحبي بن فرج هذه التدوينة التي تطرق من خلالها الى فيروس كورونا ودواء “الكلوروكين” فيما يلي نصها:
“من الحرب على الكورونا الى حرب على الكلوروكين؟
تُعتبر قصة التعتيم على دواء الكلوروكين فضيحة الفضائح، وهي ترقى في نظري الى جريمة ضد الانسانية.
ماذا في الوقائع و المعطيات الثابتة؟
الكلوروكين دواء قديم جدٌا، مضاد للمالاريا أو حمى المستنقعات وهو مرض أصاب و يصيب الملايين خاصة في افريقيا والمناطق الاستوائية، وبيتم استعماله وقائيا في حالة السفر الى هذه المناطق تفاديا للمرض، ويُستعمل الكلوروكين أيضا ضد بعض الامراض المزمنة ذات العلاقة بمنظومة المناعة
إذًا هو دواء معروف، رخيص الثمن، سهل التصنيع، متداول بكثرة، ومدروس بكثافة عند المجتمع العلمي ومعلوم المفعول والاعراض الجانبية
بالاعتماد على ما يعلمه الصينيون عن الخصوصيات العلمية لهذا، تم تجربته في الصين مخبريا وسريريا
وكانت النتائج إيجابية و مشجعة ونُشرت المعطيات الاولية للتجارب المخبرية و السريرية في المجلات العلمية الدولية
اللافت والغريب، أن المجتمع العلمي والصحي الدولي بما في ذلك منظمة الصحة العالمية ، تجاهل ما توصل اليه الصينيون والحال أن العالم يجابه عدوى تنتشر عبر القارات وتحصد أرواح الآلاف وتقود شعوبا ودولا نحو الافلاس
في احد مستشفيات مرسيليا، وحده البروفيسور رؤول ، وهو أحد اكبر المختصين في الامراض الجرثومية في العالم، سارع باستعمال الدواء على عينة من 24 شخص
طبعا لم ينزل الوحي على السيد راؤول من السماء ، هو استند الى خبرته الشخصية في مجال طب الجرثوميات وما يعرفه عن خصائص الكلوروكين وما نشره الصينيون في الاسابيع الاولى للوباء (وكل هذا لم يكن خافيا طبعا عن بقية زملائه في فرنسا وأوروبا فظلا عن السلطات الصحية والعلمية)
نشر البروفيسور نتائج تجربته وملخصها ان كمية الفيروس في جسم المرضى انخفضت الى مستويات شبه منعدمة لدى ثلاث ارباع المرضى وذلك منذ اليوم السادس وهو ما يعني بكل بساطة:
*أن المرضى لم يعودوا ناقلين للعدوى(يعني كسر حلقة انتشار المرض)
*أن المرضى تفادوا التعكرات الصحية الحادة وخاصة التنفسية (يعني التقليص في عدد الوفايات وعدد المرضى المحتاجين لالات التنفس الاصطناعي)
منذ نشر النتائج الاولية، كان رد فعل الخبراء والاطباء والباحثين ومسؤولي الصحة في فرنسا ، يتلخص في السخرية والتهوين و التشكيك في أعمال الدكتور راؤول: العينة صغيرة non representstive ، الكلوروكين له مضاعفات جانبية خطيرة!!!! (وهو دواء استعمله ملايين الاشخاص خلال الخمسين سنة الماضية) ، التجربة لا تستجيب للقواعد العلمية الصارمة ، إجرائيا لا يمكن الاطمئنان لنتائجها ، يجب استكمال أسابيع من الدراسات والتدقيقات قبل أي تعميم للدواء
علما أنه لا يُعرف للفيروس دواء آخر نافع غير الكلولوكين ( باستثناء بعض مضادات الفيروسات، les antiviraux مثل الRibavirine) ، وأن المئات يموتون يوميا في فرنسا وايطاليا وحول العالم وأن عشرات الآلاف قد يلحقون بهم خلال أيام
لماذا تجاهلت وعتٌمت المحافل العلمية وسلطات الصحة ووسائل الاعلام ما تم نشر في الصين حول الكلوروكين؟ لماذا سخرت من البروفيسور راؤول وحاولت طمس نتائج بحوثه؟ لهذا السؤال جوابان إثنان :
الاول، الحسد، الغيرة وحتى الكره الذي يستهدف البروفيسور راؤول وهو الشخصية العلمية المرموقة في مجاله، المعتد بنفسه الى حد الاستعلاء والغرور والذي سيصبح بهذا الاكتشاف نجم المحافل العلمية في فرنسا والعالم والخبير الذي ستستضيفه المنابر الاعلامية الفرنسية والدولية والبطل القومي الذي أنقذ أرواح الالاف في فرنسا وحول العالم
الجواب الثاني هو الجشع وحسابات الربح المالي الذي تصل هنا الى حد الاجرام: هذا الدواء الرخيص، المتداول وسهل التصنيع والاستعمال سيقضي على مصالح اللوبيات الدوائية الضخمة في فرنسا والعالم والتي تتسابق بينها لاستثمار وباء الكورونا لانتاج أدوية وأمصال وتلاقيح ووسائل وقاية وتجهيزات صحية الخ الخ الخ سيحتاجها العالم طيلة سنوات قادمة : بزنس ضخم وسوق بآلاف المليارات وأرباح خيالية قد يقضي عليها دواء “حقير” بخس متوفر لدى اغلب دول العالم
أكثر من ذلك، يبدو أن فرق علمية مختلفة بصدد تطوير بروتوكول وقائي باستعمال الكلوروكين un protocole préventif (تماما مثل الوقاية من المالاريا)
هذا يعني بكل بساطة أن هذا الدواء سيقضي لا فقط على الفيرس، وعلى العدوى ولكن أيضا على بؤر المرض المحتملة في المستقبل (وبالتالي على آلاف المليارات التي كانت ستتوجه الى لوبي الصناعة الصيدلية والصحية العالمي)
ومن بوادر هذا التحول العميق في مسار مواجهة الكورونا أن المادة الاولية للكلوروكين أضحت اليوم شبه مفقودة في السوق الدولية وارتفعت سعارها بصفة جنونية وذلك بشهادة صاحب مصنع تونسي حاول اقتناءها لتصنيعها في تونس
هذا هو العالم في زمن الكورونا، صراع متواصل بين الموت والحياة، بين الخير والشر ،بين الفضيلة والرذيلة، بين العلم النافع للبشرية ونزعة الاستغلال الفاحش، بين البحث عما ينقذ الناس والبحث عن الربح والثروة وإن كان على حساب أرواح الناس
هذا ما يحدث في العالم، فماذا عن تونس؟
لماذا لا نستبق ونتصدر الابحاث والتجارب السريرية في العالم؟
لماذا لا نعدل سياستنا حسب ما يحدث حولنا ؟
لماذا لا نجرب مثلا بروتوكول الاستاذ راؤول الذي يطبقه حاليا على جميع المرضى في مرسيليا ويتلخص في :
*تحليل سريع لكل المرضى المشتبه بحملهم للفيروس وكل من يتقدم طوعا الى المستشفى،
*إذا كان التحليل إيجابي(corona positif) ، يتم مداواة الشخص آليا بالكلوروكين مع الآزيتروميسين لمدة عشرة أيام مع تخطيط للقلب وقياس la charge virale في اليوم الاول و خلال مدة التداوي
لماذا لا نستفيد من التجربة الالمانية الناجحة حيث نسبة الوفيات بالكورونا متدنية جدا نتيجة استعمال واسع لدواء ال Ribavirine مع الAzithromycine ؟
لماذا لا نحرك الإجراءات والقيود المعطلة لتصنيع هذه الادوية في تونس؟، ملفات تصنيع نائمة في أروقة وزارة الصحة بمفعول الروتين الاداري أو التعطيل المتعمد؟ الا يجب التفكير في توفير مخزون استراتيجي وطني من هذه الادوية؟
يا سادة، دول عديدة حول العالم ومجاميع علمية وسلطات صحية دولية تدرس استبدال سياسات الحضر الصحي العام (غير المحدودة زمنيا) بتعميم استعمال الادوية المضادة للكورونا على نطاق واسع
ألسنا في حالة حرب؟ الا يتعلق الامر بالامن القومي؟ السنا مطالبين بالاستباق”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى