صحفيو المؤسسات الإعلامية المصادرة : “كل الطرق تؤدي إلى أخذ حقوقنا”
كتبت: خولة شبح
“كأن هناك نوع من العقاب للمؤسسات الإعلامية المصادرة لأنها لم تفلس أو تنخرط في أجندات أو نوع من النقمة عليها لأنها خاضت معارك مع وزارة المالية والكرامة القابضة للمظالبةبحقوق العاملين فيها” هكذا وصف زياد دبار عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين واقع المؤسسات الإعلامية المصادرة إثر ندوة صحفية عقدها العامليون داخل 4 مؤسسات إعلامية مصادرة في مقر إذاعة “شمس أف أم” للإعلان عن انطلاق جملة من التحركات المستقبلية للمطالبة بحل ملفها.
اليوم تتوحد حسب الرجل كل النقابة الأساسية الممثلة لاتحاد الشغل وفروع النقابة داخل كل من “إذاعة شمس أف أم” و “إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم” و “جريدة الصباح” و “مؤسسة كاكتوس برود” من أجل هذا الملف، فلا مجال لتواصل الوضع على ما هو عليه.
أزمة في إدارة المؤسسات المصادرة
واقع الحال داخل هذه المؤسسات يقول إن “الدولة تتعامل معنا كمؤسسات تجارية” على حد قول رئيس فرع نقابة الصحفيين بـ “دار الصباح”وجيه الوافي، وتعاني “دار الصباح” كغيرها من المؤسسات المصادرة الثلاث أزمة إجتماعية خانقة.
ويدير هذه المؤسسات مجموعة من المتصرفين القضائيين والمفوضين الذين يتعاملون معها كمؤسسات تجارية بإستثناء “إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم” والتي يديرها مدير عام، ويعمل هؤلاء على صرف الأجور والادارة اليومية لها و التي لا تراعي حسب الصحفيين طبيعة عمل المؤسسات الإعلامية.
وباتت معاليم التغطية الاجتماعية ذاخل المؤسسات ديون تتراكم على مدى أشهر على المؤسسات الإعلامية ، كما أن “بعض المعدات لم يتم صيانتها أو تغييرها ليصل الأمر حد انقطاع البث في إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم لثواني نتيجة مشاكل تقنية” حسب رئيس فرع النقابة الأساسية بإتحاد الشغل للإذاعة عبد المجيد مكاوي.
ولا يتخلف الواقع في “شمس أف أم” حيث تؤكد رئيسة فرع النقابة الأساسية بالإذاعة غاية الماجري أن “المعدات الخاصة بالعمل الميداني كالسيارة مثلا غير مؤمنة إضافة إلى تراكم ديون التغطية الإجتماعية والتي تتحمل مسؤوليتها الحكومات المتعاقبة وخاصة بعد تصريح رئيس الحكومة المتخلي يوسف الشهاد بأن المؤسسات الإعلامية ليست مشكلة الحكومة”.
و تأزمت وضعية “شمس أف أم” بعد تصريح الشاهد حيث رفضت الكرامة القابضة خلاص الأجور ما دفع الصحفيين لإعتماد على أنفسهم من أجل جمع مستحقاتهم عبر الإشهار.
وتتواصل أزمة “مؤسسة كاكتوس برود” في “محاولة لتفليس المؤسسة بعد التغاضي عن تشكيات الصحفيين حول سوء التصرف والذي فتح فيه تحقيق مؤخرا تحوم فيه شبهات الفساد حول المتصرفة القضائية السابقة” حسب رئيس فرع النقابة بالمؤسسة.
ضرورة حل الملف
وفي ظل هذا الواقع المتأزم يتواصل تعثر ملف التفويت في هذه المؤسسات، حيث تم فتح طلب عروض في ملف “شمس أف أم” لمرتين وفي ظل غياب مقترحات لشرائها تم اللجوء الي المراكنة والى اليوم مازال الملف معلقا بعد تنصل الحكومة السابقة من مسؤولياتها في الملف حسب الصحفيين.
كما بقي قرار إلحاق إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم الذي تم إتخاذه في 2017 معلقا طيلة سنيتن حسب رئيس فرع النقابة الأساسية في الإذاعة حيث يتواصل التسويف في ظل غياب الإرادة السياسية في حل الملف.
كما يؤكد رئيس فرع النقابة بـ “دار الصباح” وجيه الوافي بأن المؤسسة تخضع للضغط من أجل بيع الأصول التي تملكها كمقابل لحل ملفها.
وترفع المؤسسات المصادرة اليوم شعارا واحد خلال الندوة الصحفية التي عقدتها اليوم بمقر “إذاعة شمس أف أم” وهو ضرورة حل الملف وتسوية وضعيتها. ومن المنتظر أن يتم إقرار مجموعة من التحركات الاحتجاجية للضغط من أجل حل ملف المؤسسات الإعلامية المصاذرة بعد مرور أكثر من 9 سنوات على انطلاق أزمتها.