خفايا ما يجري في جلمة: مواجهات ضارية مع الأمن…إيقافات…وتحذيرات من التصعيد
سيدي بوزيد/ التونسية
عادت وتيرة الإحتجاجات مساء اليوم إلى مدينة جلمة بسيدي بوزيد بوتيرة أعنف وأقوى، حيث اندلعت المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن في عدد من أحياء المدينة، وقد أمكن لمراسل «التونسية » معاينة تجمهر عدد كبير من الشباب الغاضب في الأنهج والأزقة المحاذية للشارع الرئيسي للمدينة،
هذا وقد عمد عدد منهم إلى رشق الوحدات الأمنية المتمركزة بالشارع الرئيسي بالحجارة الأمر الذي دفع الأعوان إلى الرد بالغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المحتجين، هذا وتستمر المواجهات حتى الآن بوتيرة عالية…
كما سجلنا انقطاعا للتيار الكهربائي على عدد من أحياء المدينة منذ حوالي ساعة، وسط أجواء مشحونة وتطورات تشير إلى أن الليلة ستشهد المزيد من المواجهات خصوصا أمام غضب الأهالي المتصاعد بسبب حالات الإختناق المسجلة في صفوف الأطفال وكبار السن جراء الغاز المسيل للدموع المنتشر بكثافة في أجواء المدينة، الأمر الذي زاد في حالة الإحتقان مما دفع عددا من الناشطين السياسيين والحقوقيين بسيدي بوزيد إلى التحذير من مزيد التصعيد في المدينة الأمر الذي قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه وفق تصريحهم لمراسل «التونسية »..
وفي سياق متصل آفادت مصادر بالمدينة بوجود حملة إيقافات تقوم بها الوحدات الأمنية في صفوف المحتجين وذلك على خلفية المواجهات التي عرفتها المدينة خلال الأيام الفارطة ومنذ وفاة الشاب المنتحر حرقا عبد الوهاب الجيلاني، من ناحيته أصدر الإتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد بيانا حمـّل فيه المسؤولية الكاملة للحكومات المتعاقبة في عدم الاحاطة بالشباب واعتمادها لمنوال تنموي فاشل لا يراعي تطلعاتهم ويكرس التفاوت بين الجهات و الفئات.
وأكد الإتحاد الجهوي ضمن نص البيان الذي تلقت «التونسية » نسخة منه، دعمه التام والكامل للحراك السلمي الذي يهدف إلى ضمان الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، كما أدان الإتحاد استعمال العنف لحل التوتر الاجتماعي، محذرا من تلفيق التهم للمحتجين المهمشين والتحضير لمحاكماتهم بطريقة صورية وفق ما جاء في نص البيان.