فضاء مسرح السنديانة يؤسس مهرجانا موسيقيا تحمل دورته الأولى اسم الفنانة شبيلة راشد
بعث الفضاء الثقافي الخاص “مسرح السنديانة” بالمدينة العتيقة بالعاصمة مهرجانا موسيقيا ستقام دورته الأولى من 23 إلى 27 أكتوبر 2019، وستحمل اسم الفنانة التونسية الراحلة شبيلة راشد.
هذا المهرجان الجديد يحمل اسم “وجدان للموسيقى”، ويتنزّل ضمن التظاهرة الوطنية “الأكتوبر الموسيقي”، إذ سيكون موعدا سنويا قارّا يُقام في شهر أكتوبر من كل سنة، وتحمل كلّ دورة منه اسم فنان تونسي في مجال من المجالات سواء في الغناء أو التلحين أو التأليف أو العزف، وذلك تكريما له على ما قدّمه من أعمال لإثراء المدونة الموسيقية التونسية والنهوض بها.
وأفادت مديرة الفضاء زهيرة بن عمار أن إطلاق اسم الفنانة الراحلة شبيلة راشد على الدورة التأسيسيّة على “مهرجان وجدان للموسيقى”، يهدف بالخصوص إلى مزيد التعريف بهذه الفنانة وأعمالها لدى فئة الشباب بالخصوص، وكذلك إعادة الاعتبار للأغنية التونسية وإحياء الموروث الموسيقي الوطني.
ويكرّم المنظمون في الافتتاح الفنانة الراحلة شبيلة راشد، حيث تحيي حفيدتها الفنانة هيفاء عامر حفل الافتتاح بتقديم باقة من أغاني الفنانة الراحلة. وسيكون الجمهور على موعد، في اليوم الموالي، مع الفنان شادي القرفي في عرض موسيقي، ثم يكون اللقاء يوم 25 أكتوبر مع الفنان ياسر جرادي.
ويستضيف فضاء مسرح السنديانة يوم 26 أكتوبر الفنانة رانيا الجديدي، قبل أن يسدل الستار على هذه الدورة التأسيسية يوم 27 أكتوبر بعرض للفنانة منى شطورو.
والفنانة الراحلة شبيلة راشد واسمها الكامل عروسية بنت علي عباس، هي ابنة الفنانة التونسية صليحة. ولدت بتونس العاصمة سنة 1933 وتوفيت بها يوم 9 أفريل من سنة 2008. ولُقبت بـ “شبيلة” وهو مصطلح يدلّ على مؤنث “شبل” أي ابن الأسد، أما “راشد” فيعود إلى أنها ابنة جمعية الرشيدية للموسيقى التونسية الأصيلة.
وتعدّ شبيلة واحدة من أقدر الأصوات التونسية القادرة على أداء الطبوع التونسية، وقد ورثت عن والدتها جمال الصوت وقوته. انطلقت تجربتها الفنية فعليا عام 1951. وتلقّت دعما كبيرا من الملحنين المتميزين خميس ترنان وصالح المهدي اللذين قدما لها الكثير من الأغاني مثل “اذا تغيب عليّ يا ولفتي” و”يا خمّوري” و”أقصد ربّي ما تخمّمش” وغيرها من الأغاني.
واعتزلت شبيلة راشد الغناء لمدة 17 سنة واختفت عن الساحة الفنية بعد زواجها سنة 1953، ثم عادت مجدّدا بعد طلاقها من زوجها سنة 1972. وقد لقيت دعما من قبل الموسيقار الراحل عبد الحميد بلعلجية ورئيس قسم الموسيقى بالإذاعة آنذاك نور الدين الفتني. وتمتلك شبيلة راشد في رصيدها الفني 40 أغنية خاصة، لكنها نذرت حياتها الفنية للمحافظة على تراث والدتها الفنانة صليحة.
جدير بالتذكير أن الفضاء الثقافي الخاص “مسرح السنديانة” أسسته الفنانة المسرحية زهيرة بن عمار في شهر ديسمبر من سنة 2017. وأطلقت عليه اسم “السنديانة” نسبة للمونودراما التي قدمتها للمرة الأولى سنة 2000.