رابطة الناخبات التونسيات ترصد خروقات في حملة الانتخابات التشريعية أبرزها مضايقات للنساء المترشحات وتواصل إستغلال الأطفال والبلديات للدعاية
لاحظت رابطة الناخبات التونسيات سير الحملة الانتخابيّة للانتخابات التشريعيّة لسنة 2019 خلال الفترة الممتدّة من 14 سبتمبر إلى 4 أكتوبر 2019 بكافّة الدوائر الانتخابيّة بالاعتماد على الملاحظات والملاحظين المعتمدين من قبل الرابطة وبالرجوع إلى “الدليل الفني حول ملاحظة الانتخابات التشريعيّة من منظور النوع الاجتماعي”.
وتذكّر الرابطة بضعف نسبة النساء رئيسات القائمات المترشّحة للانتخابات التشريعيّة والتي بلغ معدّلها 14 % وأفرزت عمليّة الملاحظة لسير الحملة الانتخابيّة للانتخابات التشريعيّة لسنة 2019 من منظور النوع الاجتماعي النتائج الأوليّة التالية:
عنف مادي خلال الحملة الانتخابيّة:
حيث تم تسجيل الاعتداء بالعنف اللفظي والتهديد بالعنف المادّي على ملاحظ رابطة الناخبات التونسيّات من قبل أعضاء الحملة الانتخابية التشريعية لحزب سياسي بتاريخ 30 سبتمبر 2019 برياض الأندلس بالدائرة الانتخابيّة أريانة على خلفيّة نشاط الملاحظة الانتخابيّة مما استدعى تدخل الأمن.
تنظيم تظاهرات غير مصرّح بها:
– القيام بأنشطة انتخابية غير مصرح بها لدى الهيئة من طرف بعض القائمات الحزبية والائتلافية بالدائرة الانتخابية صفاقس 1 و نابل 1 و نابل 2. واقتصرت الهيئات الفرعيّة على تحرير مخالفات في الغرض مع توجيه تنبيه للقائمة ولكن دون إيقاف النشاط المخالف للقانون.
عدم احترام مبدأ حياد الادارة:
– استغلال بهو البلديات وممتلكات البلديّة للدعاية الانتخابيّة وتسهيل استغلال الملك العمومي البلدي دون أي تراخيص على غرار ما قامت به ثلاث قائمات حزبية بالدائرة الانتخابية سوسة.
– تعليق لافتة إشهار لقائمة انتخابيّة مستقلّة في واجهة مقرّ المنشأة العموميّة ”اتصالات تونس” بمنوبة.
– توزيع مطويات انتخابيّة على الأمنيّين بالرغم من أنهم غير معنيّين بالانتخابات وذلك على غرار ما قامت به قائمة حزبيّة بالدائرة الانتخابيّة الكاف. بما يكشف عدم إلمام هذه القائمة بالقانون الانتخابي وخاصّة بالناخبين المعنيّين بالحملة الانتخابيّة.
غياب المرأة في البرامج والخطابات الانتخابية ومواصلة إستغلال الأطفال :
– عدم التطرّق الى مواضيع تتعلّق بحقوق المرأة وقضيّة المساواة بن الرجل والمرأة بالبرامج الانتخابيّة منها قائمات تترأسها نساء وردت برامجها دون أيّة نقطة تخصّ النساء. فمن بين 12 حزبا ترشّح في كافة الدوائر الانتخابيّة، نصفها فحسب تضمّنت برامجها حقوق النساء
مّا إذا تناولنا التحليل من زاوية كافّة القائمات المترشحة الحزبية منها والمستقلّة، فنجد على سبيل المثال أنّ الدائرة الانتخابيّة بجندوبة لم تتعدّ نسبة القائمات المترشحة بها والتي أوردت حقوق النساء ببيانها الانتخابي 2% وهي نفس النسبة بالدائرة الانتخابيّة بسليانة والكاف وباجة وناهزت هذه النسبة 4% بالدائرة الانتخابية بسيدي بوزيد والقصرين.
وقد لاحظت الرابطة استغلال الأطفال في توزيع المطويات وأطفال يحملون الشعارات الحزبيّة ويرتدون سترات تحمل شعار حزب سياسي بالدائرة الانتخابية مدنين، كما تمّ تسجيل الاتصال المباشر بالشباب دون سن 18 سنة في اجتماعات حزبيّة بالدائرة الانتخابية بسليانة. وتؤكّد الرابطة أنّ التجاوزات المتعلّقة باستغلال الأطفال في الحملات الانتخابية قد تكرّرت منذ الانتخابات الرئاسيّة السابقة لأوانها بالرغم من صدور قرار قضائي إيجابي بتاريخ 5 سبتمبر 2019 من قبل قاضي الأسرة والطفولة المهدّدة بالكاف وقرار ثان بتاريخ 3 أكتوبر 2019 من قبل قاضية الأسرة والطفولة المهدّدة بسوسة بمنع استغلال الأطفال في الحملات الانتخابيّة الرئاسيّة والتشريعيّة بأيّ شكل من الأشكال.
مخالفة القانون الانتخابي بخصوص نشر نتائج سبر الآراء وضعف أداء الإدارة الانتخابية:
رصدت الرابطة القيام بسبر للآراء بصفحات التواصل الاجتماعي على غرار قائمة مستقلة مترشحة بالدائرة الانتخابية بباجة وأخرى بالقصرين وذلك دون اتّخاذ الإجراءات اللازمة من قبل الهيئات الفرعية المستقلّة للانتخابات إلى جانب ضعف الحملات التحسيسية والتوعوية للحث على الانتخاب المنظمة من قبل الهيئة، والتي تؤكّد الرابطة أنها ستعمل على رصد مدى تأثير هذه الحملات التحسيسيّة على إقبال الناخبين على صناديق الاقتراع يوم 6 أكتوبر 2019.
وسجل تأخّير في نشر جداول الأنشطة المصرّح بها لدى الهيئات الفرعيّة من طرف القائمات المترشّحة على الصفحات الرسميّة للهيئات الفرعية بمواقع التواصل الاجتماعي على غرار الهيئة الفرعية للانتخابات بن عروس ممّا لا يضمن سهولة النفاذ إلى المعلومة من قبل المتابعين لهذه الأنشطة لا سيما الملاحظين والملاحظات وبقيّة القائمات المترشحة والمجتمع المدني.
تعّرض مترشّحات إلى مضايقات من طرف بقية الأعضاء في سير الأنشطة الانتخابية:
رصدت رابطة الناخبات التونسيات وجود خطابات سخرية من النساء المترشحات خلال الحملات الانتخابية ومحاولة إحراجهن بعلاقة بطريقة اللباس أو المظهر وتمرير رسائل سلبية لهن ولا وجود في المقابل لأي اهتمام أو سؤال عن برامجهن و طرق تواصلهن في صورة الوصول إلى مراكز القرار .
كما وثقت عدم نشر صور النساء المترشحات بعدد من القائمات والاكتفاء بترك الخانة فارغة في البيان الانتخابي أو استعمال نفس صورة لامرأة مترشحة عن نفس القائمة الحزبية بدائرتين انتخابيتين مختلفتين واستعمال صور غير واضحة لمترشحات بقائمة مستقلة على غرار الدائرة الانتخابية ببنزرت ومدنين وبن عروس. وتسجّل الرابطة عدم تفاعل الهيئة بخصوص هذه التجاوزات رغم مساسها بحق الناخب والناخبة في الاختيار الحر بناء على معرفة الاشخاص المترشحين و المترشحات.
واكدت الرابطة إستغلال أحزاب بعينها لوضع خيمات للدعاية يوم الجمعة بالقرب من المساجد ومحاولة استقطاب المصلين و المصليات على غرار الدائرة الانتخابيّة ببن عروس.
كما تمت ملاحظة عدم إزالة معلقات المترشحين للرئاسية بالرغم من انتهاء الدور الأوّل مع ملاحظة تعليق ملصقات جديدة للمترشحين للدور الثاني على غرار ما تمّ بقليبية بالدائرة الانتخابية نابل 1 بالإضافة إلى عدم تعليق الملصقات في الأماكن المخصصة لها على غرار الدائرة الانتخابية منوبة وبنزرت وتونس2 وقابس وتمزيق وشطب ملصقات القائمات المترشحة التي تمّ تعليقها بالأماكن المخصصة لها على غرار الدائرة الانتخابية ببنزرت وتطاوين ومدنين وذلك بالرغم من أنّ الرابطة قد سبق وأوصت في تقارير الملاحظة الانتخابيّة السابقة على ضرورة وضع واقي بلاستيكي حفاظا على حق الناخب و الناخبة في الولوج للمعلومة لضمان اختيار حر.
وسجلت الرابطة تعّرض مترشّحات إلى مضايقات من طرف بقية الأعضاء المنتمين لنفس القائمة على غرار الدائرة الانتخابيّة بجندوبة وهو ما يعدّ عرقلة عن ممارسة النشاط السياسي لهؤلاء المترشحات كما أن العديد منهن يستعملن مواردهنّ الذاتيّة للتنقل والقيام بالحملة الانتخابيّة دون الحصول على الدعم من قبل القائمة التي ترشحن فيها مما يحدّ من قدرتهنّ على تنظيم حملة انتخابيّة بموارد ماديّة كافية.
وقد تم التعمد في القيام بعض الأنشطة لقائمات انتخابية في أوقات متأخرة من الليل أو بأماكن لا يمكن للنساء أن تحضر بها كالمقاهي الشعبيّة والمناطق البعيدة عن العمران وهو الذي أدىّ إلى تسجيل غياب للعنصر النسائي بهذه التظاهرات على غرار الدائرة الانتخابية ببنزرت وقفصة.