بمهرجان الصداقة بالماتلين تسلطن فيصل رجيبة و أعاد للفن الجميل ألقه فانتشى الجمهور
مواكبة الأمين الشابي
على خلاف المعهود في مهرجاناتنا بصفة عامة حيث تطغى الموسيقى الصاخبة و ” الشطيح و الرديح ” و سوء التنظيم و ” عفسني و نعفسك ” كان حفل الفنان الكبير و المتألق فيصل رجيبة الاستثناء بكل المقاييس صوتا و غناء و اختيارات و أكّد و أنّه رغم تقدم الزمن و اختلاط الحابل بالنابل في مجال الموسيقى مازال فيصل رجيبة من القامات الثابتة و الأصوات الجميلة التي مازال لها عشاقها و مريديها، كان هذا في عرضه الموسيقي بمهرجان الصداقة بالماتلين حيث أعاد هذا الفنان للفن الجميل ألقه و اعتباره و قيمته بعيدا عن النشاز العام الذي هيمن عن الساحة الفنية عموما. قلت أعاد رجيبة زمن الفن الجميل عبر مجموعة من الاختيارات الرائعة فغنى لسيدي علي الرياحي ” عايش من غير أمل في حبّك” و ” يعيشها و يحميها ” و ” بيت الشعر ” فاستمتع الحضور بالكلمات الجميلة و اللحن الأجمل و الصوت المميّز لفيصل رجيبة ليتحفهم بمجموعة من أغاني العملاق التونسي الهادي الجويني فحضرت ” تحت الياسمينة في الليل ” و ” و سمراء يا سمراء ” و ” كيف يضيق بك الدهر يا مزيانة ” للكبير الصادق ثريا. ليحمل جمهوره من جديد في رحلة كوكتال شرقي فغنّى للسيد مكاوي ” ما تفوتنيش ” و غنّى للست أم كلثوم ” انت عمري ” و ” سيرة الحب ” و غنّى لصباح فخري ” قل للمليحة في الخمار الأسود ” فلم يتمالك الجمهور و انخرط في تلك الأجواء الجميلة من الرومانسية الأصيلة و الغناء الجميل الصامد في وجه الألوان الموسيقية المنحدرة فكانت بحق ليلية من ألف ليلة و ليلة غنّى خلالها فيصل رجيبة كما لم يغنّ من قبل إلى حدّ أنّ تسلطن و لم يعد يهتم للوقت المبرمج له بل الأهم عنده هو بعث الفرح و البهجة في قلب وروح محبيه الذين قدموا لتذوق الفن الجميل . هذا هو فيصل رجيبة و هذا هو صموده و ايمانه بالكلمة و اللحن الجميلين و لم يتأثر رجيبة بالموجات الموسيقية الجديدة فكان وفيا لفنّه كما كان جمهوره وفيّا له. في سهرة لا تنسى بمهرجان الصداقة بالماتلين، فشكرا لهذا الفنان الكبير و شكرا لهيئة مهرجان الصداقة بالماتلين و في مقدمتهم السيد محمد الحبيب بن عبدالله على حسن التنظيم و حسن الاستقبال و الضيافة..