الوطنية

كلمة مؤثرة لمحمد زين العابدين في تأبين صديقه الراحل نجيب عياد

أبّن‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الثقافية‭  ‬محمد‭  ‬زين‭ ‬العابدين‭ ‬اليوم‭ ‬الأحد‭ ‬18‭ ‬أوت‭ ‬2019‭ ‬بمقبرة‭ ‬جوهرة‭ ‬بسوسة‭ ‬الأستاذ‭ ‬القدير‭ ‬نجيب‭  ‬عياد‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬جنازة‭ ‬مهيبة‭ ‬حضرها‭ ‬أفراد‭ ‬عائلته‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬رفاقه‭ ‬وأصدقائه‭ ‬وزملائه‭ ‬من‭ ‬فنانين‭ ‬ومخرجين‭ ‬ومنتجين‭ ‬وممثلين‭ ‬وتقنيين‭ ‬وإعلاميين‭.. ‬

كلمة‭ ‬التأبين‭  

‭ ‬الله‭ ‬أكبر‭ ‬الله‭ ‬أكبر‭ ‬الله‭ ‬أكبر‭ ‬

يمسيك‭ ‬بالخير‭ ‬سي‭ ‬نجيب

باسم‭ ‬العائلة‭ ‬الثقافية‭ ‬التونسية،‭ ‬والسينمائية‭ ‬والتلفزيونية‭ ‬ننعى‭ ‬اليوم‭ ‬قامة‭ ‬من‭ ‬قامات‭ ‬السينما،‭ ‬ورائدا‭ ‬من‭ ‬روّادها،‭ ‬ننعى‭ ‬العزيز‭ ‬الراحل‭ ‬الأستاذ‭ ‬نجيب‭ ‬عياد‭ ‬الذي‭ ‬ترك‭ ‬بهذا‭ ‬الرحيل‭ ‬المفاجئ‭ ‬و‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬عزّ‭ ‬العطاء‭ ‬أحبائه‭ ‬من‭ ‬رفاقه‭ ‬وأصدقائه‭ ‬وزملائه‭ ‬من‭ ‬فنانين‭ ‬ومخرجين‭ ‬ومنتجين‭ ‬وممثلين‭ ‬وتقنيين‭ ‬وإعلاميين‭.. ‬تركهم‭ ‬بصمت‭ ‬وهدوء‭..‬

رحل‭ ‬عنا‭ ‬دمث‭ ‬الأخلاق،‭ ‬المبتسم‭ ‬دائما،‭ ‬الهادئ‭ ‬الرصين،‭ ‬الصبور،‭ ‬صاحب‭ ‬الفكر‭ ‬الحر‭ ‬،‭ ‬رحل‭ ‬ذلك‭ ‬الذي‭ ‬يُمسينا‭ ‬بالخير‭ ‬والجمال‭ ‬والإبداع‭ ‬والخيال‭ ..‬

الله‭ ‬أكبر‭ ‬الله‭ ‬أكبر‭ ‬الله‭ ‬أكبر‭ ‬

إنّه‭ ‬لمصابٌ‭ ‬جللٌ،‭ ‬رحل‭ ‬عنا‭ ‬رجل‭  ‬ثقافة‭ ‬ملتزم‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬جبهات‭ ‬الثقافة‭ ‬السينمائية‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬الشغف‭ ‬والتعلم‭ ‬في‭ ‬نوادي‭ ‬السينما‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬ستينات‭  ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬ووصولا‭ ‬لفرض‭ ‬نفسه‭ ‬كأحد‭ ‬أهم‭ ‬المنتجين‭ ‬السينمايين‭ ‬الوطنيين‭ ‬مُرورا‭ ‬بتجربته‭ ‬الإعلامية‭ ‬والنقدية‭ ‬في‭ ‬السبعينات‭ ‬والثمانينات‭ ‬ودون‭ ‬نسيان‭ ‬مساهمته‭ ‬الفعالة‭ ‬في‭ ‬تنشيط‭ ‬الحياة‭ ‬السينمائية‭ ‬لعل‭ ‬من‭ ‬أبرزها‭ ‬تأسيسه‭ ‬للمهرجان‭ ‬الدولي‭  ‬لفيلم‭ ‬الطفولة‭ ‬والشباب‭ ( ‬Fifej‭ ( ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬التسعينات‭ ‬وتوليه‭ ‬بنجاح‭ ‬ملفت‭ ‬إدارة‭ ‬مهرجان‭ ‬أيام‭ ‬قرطاج‭ ‬السينمائية‭ ‬في‭ ‬دورتين‭ ‬متتاليتين‭ ‬دون‭ ‬أن‭  ‬يسعفنا‭ ‬الحظ‭ ‬أن‭ ‬يكمل‭ ‬معنا‭ ‬المسيرة‭  ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬الثالثة،‭ ‬فللأقدار‭ ‬مشيئتها،‭ ‬ولا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬حرصه‭ ‬على‭ ‬استرجاع‭ ‬ثوابت‭ ‬هذا‭ ‬المهرجان‭ ‬واستعادة‭ ‬ألقه‭ ‬ونفسه‭ ‬النضالي‭.‬

تربى‭ ‬الراحل‭ ‬منذ‭ ‬الستينيات‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬نوادي‭ ‬السينما‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬الحضن‭ ‬الأول‭ ‬لجيل‭ ‬كامل‭ ‬من‭ ‬المبدعين‭ ‬والمؤسسين‭ ‬للسينما‭ ‬الوطنية‭ ‬التونسية،‭  ‬وشغل‭ ‬عضوا‭ ‬في‭ ‬لجنة‭ ‬الأفلام‭ ‬التونسية،‭ ‬كما‭ ‬أنتج‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬أفلام‭ ‬قصيرة‭ ‬وطويلة‭. ‬مساهماً‭ ‬مع‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬نساء‭ ‬ورجال‭ ‬السينما‭  ‬في‭ ‬تهيئة‭  ‬التربة‭ ‬لميلاد‭ ‬وانبعاث‭  ‬هذه‭ ‬السينما‭ ‬الوطنية‭. ‬سينما‭ ‬الحرية‭ ‬والحياة‭..‬

رحل‭ ‬عنا‭ ‬نجيب‭ ‬عياد‭ ‬الذي‭ ‬اثرى‭ ‬الدراما‭ ‬التلفزية‭ ‬بأعمال‭ ‬خالدة‭ ‬بقيت‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬التونسيين‭ ‬وتجاوز‭ ‬عددها‭ ‬العشر‭  ‬مسلسلات‭.. ‬

رحل‭ ‬عنا‭ ‬ذلك‭ ‬المؤمن‭  ‬بالعمل‭ ‬الثقافي‭ ‬المكابد‭ ‬لإعلاء‭ ‬راية‭ ‬الفن‭ ‬التونسي‭ “‬لتبقى‭ ‬بلادنا‭ ‬عنوان‭ ‬الإبداع‭ ‬والحياة‭”‬،‭ ‬رحل‭ ‬عنا‭ ‬ذلك‭ ‬المدافع‭ ‬بلا‭ ‬قيد‭ ‬أو‭ ‬شرط‭  ‬على‭ ‬تعميق‭ ‬الخيارات‭ ‬الإبداعية‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬سينما‭ ‬النضال‭ ‬والمقاومة‭ ‬والإنسان‭.‬

الله‭ ‬أكبر‭ ‬الله‭ ‬أكبر‭ ‬الله‭ ‬أكبر

‭ ‬إنه‭  ‬لمصاب‭ ‬جلل،‭ ‬رحل‭  ‬نجيب‭ ‬عياد‭ ‬المؤمن‭ ‬بدور‭ ‬السينما‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬بالحياة‭ ‬الثقافية‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬التغيير‭, ‬رحل‭ ‬ذلك‭ ‬المدافع‭  ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬ترسيخ‭  ‬سينما‭ ‬وطنية‭ ‬كصناعة‭ ‬مساهمة‭ ‬في‭ ‬الحراك‭ ‬الثقافي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬و‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يقول‭ ‬متفائلا‭ ” ‬أصبحت‭ ‬تونس‭ ‬بلد‭ ‬سينما‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬بلد‭ ‬أفلام‭ ” , ‬وله‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬ذلك‭ ‬فالمتأمل‭ ‬لمسيرته‭ ‬الثرية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬السينما‭ ‬التونسية‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بصمات‭ ‬لا‭ ‬تُمحى‭ ‬وصورا‭ ‬لا‭ ‬تُنسى‭ ‬هي‭ ‬بصماتك‭ ‬وصورك‭ ‬سي‭ ‬نجيب،‭ ‬

رحم‭ ‬الله‭ ‬نجيب‭ ‬عياد‭ ‬و‭ ‬تغمده‭ ‬بواسع‭ ‬رحمته‭ ‬و‭ ‬رزق‭ ‬أهله‭ ‬و‭ ‬أحبابه‭ ‬وكامل‭ ‬الأسرة‭ ‬الثقافية‭ ‬جميل‭ ‬الصبر‭ ‬و‭ ‬السلوان‭ .‬

لن‭ ‬ننساك‭ ‬سي‭ ‬نجيب،‭ ‬وسنمسيك‭ ‬بالخير‭ ‬والجمال‭ ‬دائما‭ ‬أبدا‭..‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى