بين رومنسيات مروان و طربيات بن رمضان اطلق جمهور بنزرت العنان
مواكبة الأمين الشابي
كما كان منتظرا أثث سهرة ليلة أمس الجمعة، في إطار آخر عروض الدورة 37 لمهرجان بنزرت الدولي، كل من المطرب اللبناني مروان الخوري و الفنانة التونسية ألفة بن رمضان سهرة رومنسية و طربية بقيادة المايسترو البنزرتي كمال العباسي و كأنها أحدى ليالي الأنس و أيضا أعادتنا إلى زمن الفن التونسي الجميل عبر الصوت الجميل لألفة بن رمضان و الصوت الشجي لمروان الخوري. حيث أبدعا هذا الثنائي غناء و طربا لمدة ساعتين و نصف الساعة فانتشى الجمهور مع فقرتيها الغنائيتين و انتشى فيها الحضور و أطلق فيها العنان لحواسه و جسده ليستمتع بالكلمات الجميلة و الألحان الأجمل و لكن أيضا بالأصوات الجهورية المؤدية لأعذب الألحان.
ضربة البداية كانت في حدود العاشرة و النصف ليبلا من المطرب اللبناني مروان الخوري الذي حضر صحبة عناصر فرقته و آلة البيانو الكبيرة الخاصة به و التي انتصبت على ركح المسرح الهواء الطلق بكل شموخ ليعزف عليها مروان أعذب الألحان و كأنها السحر يسري من خلالها بين الحضور ثمّ يتوجه قبل وصلته الغنائية لجمهور بنزرت ” لي الشرف أن أكون بينكم في بنزرت و أتمنى أن تكون سهرة مميّزة ” ثمّ ليؤدي مجموعة من أغانيه على غرار ” قلبي انكوى ” و ” تمّ النصيب ” و” شو بشتاقلك ” و ” أحضن الليل ” و ” كل القصايد ” التي تفاعل معها الجمهور كثيرا ترديدا و رقصا ثمّ ” بتموت على قلبي ” و ” عم بتروحي من بالي ” و ” عل دلعونة ” و ” كأس حبيبي ” و ” أنا و الليل ” و ” راجعين ” و قد استمتع الجمهور بهذه الباقة من الأغاني حدّ الانتشاء حيث تمّ اهداءه و هو يغني مشموم ياسمين من قبل أحد السيدات لينهي جولته الغنائية في حدود منصف الليل..
لتعتلي الفنانة التونسية الركح ألفة بن رمضان الركح و تتحف الجمهور بحضورها المتميز بباقة من الأغاني المختلفة منها من ألبومها على غرار ” خلينا نكون أصحاب ” ثمّ تتوجه للجمهور بالقول ” أنا نحبكم برشة و هذاك اعلاش لبستلكم روبة صفراء ” و ” عند غزالي ” و ” يقتل حبي ” و ” يا سيد الناس ” ثم لتغني للفنانة الكبيرة نعمة ” ما عندي والي ” و ” توسمت فيك الخير ” و أيضا للمطربة زهيرة سالم ” حليلي وي ” و ” توحشتك ” لتنقل و تغني من الطربيات للفنانة السورية ميادة الحناوي ” كان يا مكان ” و ” مش عوايك ” و ” أنا بعشقك ” ليتجاوب الجمهور الحاضر مع هذه الاختيارات الغنائية بترديد جل مقاطاعها و يرقص على ايقاعاتها لتزيد ألفة بن رمضان في حمّى هذه الأجواء بالغناء من التراث البنزرتي على غرار ” يا سيدة يا نغارة.”
لكن و بالرغم من قيمة ما قدماه كلّ من مروان الخوري و ألفة بن رمضان من أمتع الأغاني التّي جعلت منهما قناديل متلألئة في سهرة لا تنسى فإنّ الحضور لم يتجاوز الـ 3 ألاف متفرجا و السؤال هنا ما المقياس الذي يعتمده الجمهور لاختيار بعض العروض و الاقبال عليها أو العزوف عنها؟