سمير الوافي يكتب:” كمية نفاق رهيبة تتدفق يوميا من ألسن عديد السياسيين…والصادقون قلائل
كتب سمير الوافي :” إذا كنتم أيها السياسيون مقتنعين بأن كل هذه الخصال والفضائل والمحاسن متوفرة فعلا في الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي…فلماذا لم تقولوا ولو ربعها عنه وهو حي !؟؟…لماذا لم تعترفوا له بكل هذه المشاعر والعواطف والاحترام والتقدير وهو بينكم يصارعكم ويتلقى سهامكم ويتحمل أذاكم !؟؟…
ببساطة لأن تجريحه وشتمه ونقده كان يخدم شعبيتكم…ومصالحكم…وحساباتكم…أما اليوم فأنتم تميلون إلى الوجدان الشعبي…وتسايرون مشاعر الناس…وتطاوعون التيار…بمدحه وتمجيده وتعظيمه…وكأنه ليس نفس الشخص الذي كان بينكم يعاني من جحود من صنعهم…ونكران من حولهم من نكرات إلى شخصيات…وغدر من رفعهم على إسمه وأكتافه إلى الضوء والسلطة…!!
كمية نفاق رهيبة تتدفق يوميا من ألسن عديد السياسيين…والصادقون قلائل…لأننا نعرف من غدر وخان وخذل وتنكر…
أحد معارضيه المترشحين اليوم للرئاسة قال “إنني والله أحبك يا سي الباجي وتمنيت أن أقول لك ذلك قبل رحيلك “…طبعا هذا المعارض الذي إكتشف اليوم فجأة خصال وعظمة الرئيس الراحل…قال فيه سابقا نقيض ذلك وما لم يقله مالك في الخمر…والأرشيف موجود…لكن حملته الانتخابية اليوم تتطلب مسايرة عواطف الناس والفوز بقلوبهم…والناس يستسيغون مثل هذه التصريحات الانسانية العاطفية…التي كان قائلها يصرح بعكسها…!
سي الباجي بشر أخطأ وأصاب…لكنه لم يكن مجرد عابر تاريخ…فقد إنتخبه الناس رئيسا في حياته وزعيما عند وفاته…لكننا يجب أن نتعلم أن وردة واحدة في يد إنسان وهو حي أفضل من ألف باقة ورد على قبره وهو ميت”.